33
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
32

1 . مقتل الحسين عليه السلام المنسوب إلى أبي مخنف‏

أبو مخنف ، لوط بن يحيى بن سعيد ، (ت 158 ه . ق) ، من المؤرّخين الموثوق بهم ، ومن أصحاب الإمام الصادق عليه السلام ، وكان على الأرجح شيعيّاً ، وهو معتمد من قبل مؤرّخي الفريقين ، ولذلك فقد نقل العديد من المؤرّخين وكتّاب السيرة ممّا رواه حول ثورة الإمام الحسين عليه السلام . ويمكن أن نذكر من جملتهم محمّد بن عمر الواقديّ (ت 207 ه . ق) ، وابن قتيبة (ت 276 ه . ق) في كتابه الإمامة والسياسة ، ومحمّد بن جرير الطبريّ (ت 310 ه . ق) في تاريخه ، وابن عبد ربّه (ت 328 ه . ق) في العقد الفريد ، وعليّ بن الحسين المسعودي (ت 345 ه . ق) في مروج الذهب وأخبار الزمان ، والشيخ المفيد (ت 413 ه . ق) في الإرشاد وكذلك في النصرة في حرب البصرة ، والشهرستاني (ت 548 ه . ق) في الملل والنحل ، والخوارزمي (ت 568 ه . ق) في مقتل الحسين عليه السلام ، وابن عساكر (ت 571 ه . ق) في تاريخ دمشق ، ۱ وابن الأثير (ت 630 ه . ق) في الكامل ، وسبط ابن الجوزي (ت 654 ه . ق) في تذكرة الخواصّ ، وأبو الفداء (ت‏732 ه . ق) في المختصر في أخبار البشر . ۲
وقد اختفى - وللأسف الشديد - أصل كتاب أبي مخنف ، ولا يمكننا أن نتوصّل إلّا إلى قسم منه عبر جمع روايات هؤلاء المؤرّخين . وقد بادر إلى هذا العمل عدّة باحثين في عصرنا الحاضر ، منهم : محمّدباقر المحمودي ، وحسن الغفاري ، السيّد الجميلي ومحمّد هادي اليوسفي الغروي ، حيث قاموا بجمع ما رواه الطبري وغيره من كتاب أبي مخنف ، ونشروه تحت العناوين التالية : عَبَرات المُصطفين ، ومقتل الحسين عليه السلام ، واستشهاد الحسين عليه السلام ووقعة الطفّ . ۳
وقد صدر قبل ذلك كتاب مجهول تحت عنوان «مقتل أبي مخنف» الجدير بالذكر أنّ روايات أبي مخنف حريٌّ أن تبحث وتحقّق حتّى لو كانت في مصادر غير معروفة ، أمثال : مصرع الشين (راجع : مكتبة ابن طاووس : ص 63) ومقتل ... (راجع : مجلة تراثنا - العدد 68) ، إلّا أنّه لا يتوفّر دليل على صحّة نسبته إلى المؤلّف ، بل إنّ الاختلاف الكبير والواضح بين مرويّاته وبين نقل الطبريّ عن هذا الكتاب يمثّل قرينة على عدم صحّة هذه النسبة . والدليل الآخر على سقم النسبة المذكورة هو وجود بعض المرويّات التي تحطّ من شخصية الإمام الحسين عليه السلام العظيمة ، والتي نستبعد جدّاً صدورها من قبل مؤرخ عالم وموثوق به مثل أبي مخنف . ومن الملفت للنظر أنّ هناك اختلافاً يفوق الحدّ المتعارف بين الكتاب المطبوع وبين بعض مخطوطاته! وهذا ما يزيل الثقة به والاعتماد عليه . ۴
وممّا يؤسف له هو أنّ الحاجة إلى مقتل أبي مخنف أدّت إلى أن يتّجه الكثيرون إلى هذه الطبعة المتداولة والشائعة ، وأن ينسبوا أكثر معلوماتها إلى أبي مخنف دون علم .
جدير ذكره أنّ الكثير من المحدّثين والمؤرّخين والببليوغرافيين في القرنين الأخيرين ، اعتبروا - بعد تأييد أبي مخنف وكتابه الأصليّ - كتاب مقتل أبي مخنف المتداول فاقد القيمة وغير صالح للاعتماد . ويمكن الإشارة في هذا المجال إلى المحدّث النوري ، ۵ والميرزا محمّد أرباب القمّي ، ۶ والحاجّ الشيخ عبّاس القمّي ، ۷ والسيّد عبد الحسين شرف الدين ، ۸ والسيّد حسن الأمين ، ۹ والشهيد السيّد محمّد علي القاضي الطباطبائي ۱۰ و... . ۱۱

1.لا ينقل ابن عساكر عن أبي مخنف إلّا قليلاً ، ولكنّه يصرّح في باب التعريف بزينب بنت الإمام الحسين عليه السلام أنّه قرأ كتاب أبي مخنف (تاريخ دمشق : ج ۶۹ ص ۱۶۸ ) .

2.راجع : وقعة الطفّ : ص ۹ (مقدمة) الذي ذكرناه تحت عنوان «مقتل الحسين عليه السلام المنسوب إلى أبي مخنف» .

3.جدير بالذكر أنّ أبا عليّ محمّد بن محمّد البلعمي (ت ۳۶۳ ق) وزير السامانيّين ، ترجم تاريخ الطبري ترجمة حرّة عُرفت ب «تاريخ البلعمي» ، وقد طُبعت أجزاء منها تحت عنوان «قيام سيّد الشهداء حسين بن عليّ عليه السلام و خون خواهي مختار» باهتمام محمّد سرور مولائي .

4.تمّ طبع نسخة من هذا الكتاب في آخر المجلّد العاشر الطبعة الحجريّة بحار الأنوار ، كما توجد مخطوطة بتاريخ ۱۱۳۰ ه . ق في مكتبة دار الحديث. ولا تحمل هذه المخطوطة بعض الزيادات الفظيعة التي تحتوي عليها النسخة المطبوعة المتداولة والتي أدّت إلى سقوط المطبوعة عن الأعتبار ؛ مثل سند الكتاب في (ص ۲۵) والرواية عن الكليني في (ص ۱۲) (راجع : فهرست نسخه‏هاى خطّى كتابخانه تخصّصى مركز تحقيقات دار الحديث : ج‏۱ ص‏۱۲۹ وفهرستگان نسخه‏هاى خطى حديث و علوم حديث شيعه : ج‏۵ ص‏۵۴۰) «كلاهما بالفارسية» .

5.لؤلؤ ومرجان «بالفارسيّة»: ص ۲۳۶.

6.أربعين حسينية «بالفارسيّة» : ص ۹ .

7.نفس المهموم : ص ۹ ، الكنى والألقاب : ج ۱ ص ۱۵۵ ، هديّة الأحباب : ص ۴۵ .

8.مؤلّفو الشيعة في صدر الإسلام : ص ۴۱.

9.مستدركات أعيان الشيعة : ج ۶ ص ۲۵۵.

10.تحقيق در باره أوّل أربعين حضرت سيّد الشهداء عليه السلام «بالفارسيّة» : ص ۶۰ و۷۶و۲۱۹ و ۲۲۱ و ۲۲۲.

11.لمزيد من الاطّلاع حول هذا الكتاب والمصادر المعنية الاُخرى راجع : كتابشناسي تاريخي إمام حسين عليه السلام لمحمّد اسفندياري «بالفارسية» : ص ۷۰.

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 288177
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي