بشؤون الزوجيّة والمعاشرة المنزليّة . وهذا مع ذلك حكم يتبع في سعته وضيقه علّته، أعني قيمومة الرجل علَى المرأة قيمومة زوجيّة ، فعليها أن تقنت له وتحفظه فيما يرجع إلى ما بينهما من شؤون الزوجيّة .
وبعبارةٍ اُخرى : كما أنّ قيمومة قبيل الرجال على قبيل النساء في المجتمع إنّما تتعلّق بالجهات العامّة المشتركة بينهما المرتبطة بزيادة تعقّل الرجل وشدّته في البأس ، وهي جهات الحكومة والقضاء والحرب - من غير أن يبطل بذلك ما للمرأة من الاستقلال في الإرادة الفرديّة وعمل نفسها بأن تريد ما أحبّت وتفعل ما شاءت من غير أن يحقّ للرجل أن يعارضها في شيءٍ من ذلك في غير المنكر، فلا جناح عليهم فيما فَعَلن في أنفسهنّ بالمعروف - كذلك قيمومة الرجل لزوجته ليست بأن لاتنفذ للمرأة فيما تملكه إرادة ولا تصرّفٌ ، ولا أن لا تستقلّ المرأة في حفظ حقوقها الفرديّة والاجتماعيّة والدفاع عنها والتوسّل إليها بالمقدّمات الموصلة إليها ، بل معناها أنّ الرجل إذ كان ينفق ما ينفق من ماله بإزاء الاستمتاع فعليها أنْ تطاوعه وتطيعه في كلّ ما يرتبط بالاستمتاع والمباشرة عند الحضور ، وأن تحفظه في الغيب فلا تخونه عند غيبته بأن توطئ فراشَه غيرَه ، وأن تمتّع لغيره من نفسها ما ليس لغير الزوج التمتّع منها بذلك ، ولا تخونه فيما وضعه تحت يدها من المال وسلّطها عليه في ظرف الازدواج والاشتراك في الحياة المنزليّة .۱
كلامٌ في معنى قيمومةِ الرّجالِ علَى النّساء:
تقوية القرآن الكريم لجانب العقل الإنسانيّ السليم ، وترجيحه إيّاه علَى الهوى واتّباع الشهوات ، والخضوع لحكم العواطف والإحساسات الحادّة ، وحضّه وترغيبه في اتّباعه ، وتوصيته