545
ميزان الحکمه المجلد الثامن

ولَقد كانَ يُجاوِرُ في كلِّ سَنَةٍ بحِراءَ (حَرّاءَ) ، فأراهُ ، ولا يَراهُ غَيري .
ولَم يَجمَعْ بَيتٌ واحِدٌ يَومئذٍ في الإسلامِ غَيرَ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله وخَديجَةَ وأنا ثالِثُهُما ، أرى‏ نُورَ الوَحيِ والرِّسالَةِ ، وأشَمُّ رِيحَ النُّبُوّةِ .
ولَقد سَمِعتُ رَنَّةَ (رَنةَ) الشَّيطانِ حِينَ نَزَلَ الوَحيُ علَيهِ صلى اللَّه عليه وآله ، فقُلتُ : يا رسولَ اللَّهِ ، ما هذهِ الرَّنَّةُ ؟ فقالَ : هذا الشَّيطانُ قَد أيِسَ مِن عِبادَتِهِ ، إنّكَ تَسمَعُ ما أسمَعُ وتَرى‏ ما أرى‏ ، إلّا أنّكَ لَستَ بِنَبيِّ ، ولكِنّكَ لَوزيرٌ ، وإنّكَ لَعلى‏ خَيرٍ .
ولَقد كُنتُ مَعهُ صلى اللَّه عليه وآله لَمّا أتاهُ المَلأُ مِن قُرَيشٍ فقالوا لَهُ : يا محمّدُ ، إنّكَ قدِ ادَّعَيتَ عَظيماً لَم يَدَّعِهِ آباؤكَ ولا أحَدٌ مِن بَيتِكَ ، ونحنُ نَسألُكَ أمراً إن أنتَ أجَبتَنا إلَيهِ وأرَيتَناهُ عَلِمنا أنّكَ نَبيٌّ ورسولٌ ، وإن لَم تَفعَلْ عَلِمنا أنّكَ ساحِرٌ كذّابٌ . فقالَ صلى اللَّه عليه وآله : وما تَسألونَ ؟ قالوا : تَدعو لَنا هذهِ الشَّجَرَةَ حتّى‏ تَنقَلِعَ بِعُروقِها وتَقِفَ بينَ يدَيكَ ، فقالَ صلى اللَّه عليه وآله : إنّ اللَّهَ على‏ كُلِّ شي‏ءٍ قَديرٌ ، فإن فَعلَ اللَّهُ لَكُم ذلكَ أتُؤمنونَ وتَشهَدونَ بالحَقِّ ؟ قالوا : نَعَم . قالَ : فإنّي ساُريكُم ما تَطلُبونَ ، وإنّي لَأعلَمُ أنّكُم لا تَفيئونَ إلى‏ خَيرٍ ، وإنّ فيكُم مَن يُطرَحُ في القَليبِ ، ومَن يُحَزِّبُ الأحزابَ . ثُمّ قالَ صلى اللَّه عليه وآله : يا أيّتُها الشَّجَرَةُ إن كُنتِ تُؤمنينَ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ ، وتَعلَمينَ أنّي رسولُ اللَّهِ ، فانقَلِعي بِعُروقِكِ حتّى‏ تَقِفي بينَ يَدَيَّ بإذنِ اللَّهِ . فَوَالّذي بَعَثَهُ بالحَقِّ لَانقَلَعَت بِعُروقِها ، وجاءَت ولَها دَوِيٌّ شَديدٌ ، وقَصفٌ كقَصفِ أجنِحَةِ الطَّيرِ ، حتّى‏ وَقَفَت بينَ يَدَي رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله مُرَفرِفَةً ، وألقَت بِغُصنِها الأعلى‏ على‏ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ، وببَعضِ أغصانِها على‏ مَنكِبي ، وكنتُ عن يَمينِهِ صلى اللَّه عليه وآله . فلَمّا نَظَرَ القَومُ إلى‏ ذلكَ قالوا - عُلُوّاً واستِكباراً - : فمُرْها فلْيَأتِكَ نِصفُها ويَبقى‏ نِصفُها ، فأمَرَها بذلكَ ، فأقبَلَ إلَيهِ نِصفُها كأعجَبِ إقبالٍ وأشَدِّهِ دَوِيّاً ، فكادَت تَلتَفُّ برسولِ


ميزان الحکمه المجلد الثامن
544

۱۹۸۷۹.عنه صلى اللَّه عليه وآله : اُعطيتُ خَمساً لَم يُعطَهُنَّ نَبيٌّ كانَ قَبلي : اُرسِلتُ إلَى الأبيَضِ والأسوَدِ والأحمَرِ، وجُعِلَت لِيَ الأرضُ طَهوراً ومَسجِداً ، ونُصِرتُ بالرُّعبِ ، واُحِلَّت ليَ الغَنائمُ ولَم تُحَلَّ لأحَدٍ - أو قالَ : لنَبيٍّ - قَبلي ، واُعطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ .۱

۱۹۸۸۰.عنه صلى اللَّه عليه وآله: اُعطِيتُ جَوامِعَ الكَلِمِ ، واختُصِرَ ليَ الكَلامُ اختِصاراً .۲

۱۹۸۸۱.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : قيلَ للنَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله : هَل عَبَدتَ وَثَناً قطُّ ؟ قالَ : لا ، قالوا : فَهل شَرِبتَ خَمراً قطُّ ؟ قالَ : لا ، ومازِلتُ أعرِفُ أنّ الّذي هُم علَيهِ كُفرٌ وما كُنتُ أدري ما الكِتابُ ولا الإيمانُ .۳

۱۹۸۸۲.الإمامُ الرِّضا عليه السلام- لَمّا سُئلَ عن مَعنى‏ قَولِ النّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله: أنا ابنُ الذَّبيحَينِ -:يَعني إسماعيلَ بنَ إبراهيمَ الخليلِ عليه السلام وعبدَاللَّهِ بنَ عبدِ المطّلبِ .۴

3765 - مُحَمَّدٌ صلى اللَّه عليه وآله عَلى‏ لِسانِ عليٍّ عليه السلام‏

۱۹۸۸۳.الإمامُ عليٌّ عليه السلام- لمّا سُئلَ عن صِفَةِ النَّبيِّ صلى اللَّه عليه وآله وهُو مُحْتَبٍ بحَمائلِ سَيفِهِ في مَسجِدِ الكُوفَةِ -: كانَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله أبيَضَ اللَّونِ مُشرَباً حُمرَةً ، أدعَجَ العَينِ ، سَبطَ الشَّعرِ ، كَثَّ اللِّحيَةِ ، سَهلَ الخَدِّ ، ذا وَفرَةٍ ، دَقيقَ المَسرُبَةِ ، كأنّ عُنقَهُ إبريقُ فِضَّةٍ ، لَهُ شَعرٌ مِن لَبَّتِهِ إلى‏ سُرَّتِهِ يَجري كالقَضيبِ ، لَيسَ في بَطنِهِ ولا صَدرِهِ شَعرٌ غَيرُهُ ، شَثْنُ الكَفِّ والقَدَمِ ، إذا مَشى‏ كأنّما يَنحَدِرُ مِن صَبَبٍ ، وإذا قامَ كأنّما يَنقَلِعُ مِن صَخرٍ ، إذا التَفَتَ التَفَتَ جَميعاً ، كأنَّ عَرَقَهُ في وَجهِهِ اللُّؤلؤُ ، ولَريحُ عَرَقِهِ أطيَبُ مِن المِسكِ الأذفَرِ ، لَيسَ بالقَصيرِ ولا بالطَّويلِ ، ولا بالعاجِزِ ولا اللَّئيمِ ، لَم أرَ قَبلَهُ ولا بَعدَهُ مِثلَهُ صلى اللَّه عليه وآله .۵

۱۹۸۸۴.عنه عليه السلام : ولَقَد قَرَنَ اللَّهُ بهِ صلى اللَّه عليه وآله مِن لَدُن أن كانَ فَطيماً أعظَمَ مَلَكٍ مِن مَلائكتِهِ ، يَسلُكُ بهِ طَريقَ المَكارِمِ ، ومَحاسِنِ أخلاقِ العالَمِ ، لَيلَهُ ونَهارَهُ ...

1.الأمالي للطوسيّ : ۴۸۴ / ۱۰۵۹ .

2.كنز العمّال : ۴۴۰۸۷ .

3.كنز العمّال : ۳۵۴۳۹ .

4.عيون أخبار الرِّضا : ۱ / ۲۱۰ / ۱ .

5.الطبقات الكبرى‏ : ۱ / ۴۱۰ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد الثامن
    المجلدات :
    10
    الناشر :
    دارالحدیث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1433
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 148157
الصفحه من 629
طباعه  ارسل الي