على استحالة خروجها في هذه الدُّنيا من الكمون إلَى البروز على حدّ ما ستظهر في الآخرة بعد الموت . وقد مرّ أنّ النّفس الإنسانيّة في أوّل حدوثها على السذاجة يمكن أن تتنوّع بصورة خاصّة تخصّصها بعد الإبهام وتقيّدها بعد الإطلاق والقبول ، فالممسوخ من الإنسان إنسان ممسوخ لا أنّه ممسوخ فاقد للإنسانيّة ، هذا .
ونحن نقرأ في المنشورات اليوميّة من أخبار المجامع العلميّة باُوروبا وأمريكا ما يؤخذ جواز الحياة بعد الموت . وتبدّل صورة الإنسان بصورة المسخ ، وإن لم نتّكل في هذه المباحث على أمثال هذه الأخبار ، لكن من الواجب علَى الباحثين من المحصّلين أن لا ينسوا اليوم ما يتلونه بالأمس .
فإن قلت : فعلى هذا فلا مانع من القول بالتّناسخ .
قلت : كلّا ؛ فإنّ التّناسخ - وهو تعلّق النّفس المستكملة بنوع كمالها بعد مفارقتها البدن ببدن آخر - محال ، فإنّ هذا البدن إن كان ذا نفس استلزم التّناسخ تعلّق نفسين ببدن واحد ، وهو وحدة الكثير وكثرة الواحد ، وإن لم تكن ذا نفس استلزم رجوع ما بالفعل إلَى القوّة كرجوع الشّيخ إلَى الصّبا . وكذلك يستحيل تعلّق نفس إنسانيّ مستكملة مفارقة ببدن نباتيّ أو حيوانيّ بما مرّ من البيان .۱
3637 - نَفيُ النَّسلِ عَنِ المُسوخِ
۱۸۹۹۹.رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله : إنّ اللَّه تعالى لم يَجعَلْ لمَسخٍ نَسلاً ولا عَقِباً ، وقد كانَتِ القِرَدَةُ والخَنازيرُ قبلَ ذلكَ .۲
۱۹۰۰۰.عنه صلى اللَّه عليه وآله : ما مَسَخَ اللَّهُ مِن شيءٍ فكانَ لَهُ عَقِبٌ ونَسلٌ .۳
۱۹۰۰۱.عنه صلى اللَّه عليه وآله : إنّ اللَّهَ لَم يَمسَخْ شيئاً فيَدَعْ لَهُ نَسْلاً أو عاقِبَةً .۴