309
ميزان الحکمه المجلد السادس

عَلَيهِ كَلِمَةُ العَذابِ ، فأمّا المُؤمِنُ فيُعطى‏ كِتابَهُ بِيَمينِهِ .۱

۱۴۶۵۱.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : إنَّ اللَّهَ تَبارَكَ وتَعالى‏ إذا أرادَ أن يُحاسِبَ المُؤمِنَ أعطاهُ كِتابَهُ بِيَمينِه وحاسَبَهُ فيما بَينَهُ وبَينَهُ ، فيَقولُ : عَبدي ، فَعَلتَ كَذا وكَذا وعَمِلتَ كَذا وكَذا ! فيَقولُ : نَعَم يا رَبِّ قَد فَعَلتُ ذلكَ ، فيَقولُ : قَد غَفَرتُها لَكَ وأبدَلتُها حَسَناتٍ ، فيَقولُ النّاسُ : سُبحانَ اللَّهِ أما كانَ لِهذا العَبدِ سَيِّئَةٌ واحِدَةٌ ؟! وهُوَ قَولُ اللَّهِ عَزَّوجلَّ : (فَأَمّا مَن اُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمينِهِ فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسيراً وَيَنْقَلِبُ إلى‏ أهْلِهِ مَسروراً) .۲

۱۴۶۵۲.الكافي عن معاويةَ بنِ وهب : سمعتُ أبا عبدِ اللَّه عليه السلام يقول : إذا تابَ العَبدُ تَوبَةً نَصوحاً أحَبَّهُ اللَّهُ فسَتَرَ عَلَيهِ فِي الدّنيا والآخِرَةِ ، فقُلتُ : وكَيفَ يَستُرُ عَلَيهِ ؟ قالَ : يُنسي مَلَكَيهِ ما كَتَبا عَلَيهِ مِنَ الذُّنوبِ ، وَيوحي إلى‏ جَوارِحِه : اُكتُمي عَلَيهِ ذُنوبَهُ ، وَيوحي إلى‏ بِقاعِ الأرضِ : اُكتُمي ما كانَ يَعمَلُ عَلَيكِ مِنَ الذُّنوبِ ، فيَلقَى اللَّهَ حينَ يَلقاهُ ولَيسَ شَي‏ءٌ يَشهَدُ عَلَيهِ بِشَي‏ءٍ مِنَ الذُّنوبِ .۳

(انظر) التوبة : باب 474 ، 475 .
الحساب : باب 843 .

2947 - أصحابُ الشِّمالِ

الكتاب :

(وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ * لَّا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ * إِنَّهُمْ كانُواْ قَبْلَ ذَلِكَ مُتْرَفِينَ * وَكانُواْ يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ * وَكانُواْ يَقُولُونَ أَئِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَءِنَّا لَمَبْعُوثُونَ * أَوَ آباؤُنا الْأَوَّلُونَ * قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ) .۴

(وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِشِمالِهِ فَيَقُولُ يا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتابِيَهْ * وَلَمْ أَدْرِ ما حِسابِيَهْ * يا لَيْتَها كانَتِ الْقاضِيَةَ * ما أَغْنَى عَنِّي مالِيَهْ * هَلَكَ عَنِّي سُلْطانِيَهْ * خُذُوهُ فَغُلُّوهُ * ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ * ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُها سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ * إِنَّهُ كانَ لا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعامِ الْمِسْكِينِ * فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هاهُنا حَمِيمٌ * وَلا طَعامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ) .۵

1.الكافي : ۲/۳۲/۱ .

2.الزهد للحسين بن سعيد : ۹۲/۲۴۶ .

3.الكافي : ۲/۴۳۰/۱ .

4.الواقعة : ۴۱ - ۵۰ .

5.الحاقّة : ۲۵ - ۳۶ .


ميزان الحکمه المجلد السادس
308

وقد اتّضح ممّا أوردناه - في وجه اتّصال قوله : (وَيَدْعُ الإنْسانُ بِالشَّرِّ) الآية بما قبله - وجه اتّصال هاتين الآيتين أعني قوله : (وَكُلَّ إنْسانٍ ألْزَمْناهُ طائرَهُ) إلى‏ قوله : (حَسيباً) .
فمحصَّل معنى الآيات - والسياقُ سياق التوبيخ واللوم - أنّ اللَّه سبحانه أنزل القرآن وجعله هادياً إلى‏ ملّةٍ هي أقوم جرياً على السنّة الإلهيّة في هداية الناس إلى التوحيد والعبوديّة وإسعاد من اهتدى‏ منهم وإشقاء من ضلّ ، لكنّ الإنسان لا يميّز الخير من الشرّ ، ولا يفرّق بين النافع والضارّ ، بل يستعجل كلّ ما يهواه فيطلب الشرّ كما يطلب الخير ، والحال أنّ العمل سواء كان خيراً أو شرّاً لازم لصاحبه لا يفارقه ، وهو أيضاً محفوظ عليه في كتاب سيخرج له يوم القيامة ويُنشر بين يديه ويحاسب عليه ، وإذا كان كذلك كان من الواجب على الإنسان أن لا يبادر إلى اقتحام كلّ ما يهواه ويشتهيه ولا يستعجل ارتكابه ، بل يتوقّف في‏الاُمور ويتروّى حتّى يميّز بينها ويفرّق خيرها من شرّها ؛ فيأخذ بالخير ويتحرّز الشرّ .۱

2946 - أصحابُ اليَمينِ‏

الكتاب :

(وَأَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ * فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ * وَطَلْحٍ مَنُضُودٍ * وَظِلٍّ مَمْدُودٍ * وَماءٍ مَسْكُوبٍ * وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ * وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ * إِنّا أَنْشأْناهُنَّ إِنْشاءً * فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً * عُرُباً أَتْراباً * لأَصْحابِ الْيَمِينِ * ثُلَّةٌ مِنَ الْأَوَّلِينَ * وثُلَّةٌ مِنَ الْآخِرِينَ) .۲

(فَأَمّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ * فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً) .۳

(يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُناسِ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولئِكَ يَقْرَؤُنَ كِتابَهُمْ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً ) .۴

(فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هاؤُمُ اقْرَأُوا كِتابِيَهْ) .۵

الحديث :

۱۴۶۵۰.الإمامُ الباقرُ عليه السلام : لَيسَت تَشهَدُ الجَوارِحُ عَلى‏ مُؤمِنٍ ، إنَّما تَشهَدُ عَلى‏ مَن حَقَّت

1.الميزان في تفسير القرآن : ۱۳/۵۵ - ۵۷ .

2.الواقعة : ۲۷ - ۴۰ .

3.الانشقاق : ۷ و ۸ .

4.الإسراء : ۷۱ .

5.الحاقّة : ۱۹ .

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلد السادس
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1391
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 188836
الصفحه من 537
طباعه  ارسل الي