99
نَهجُ الذِّكر ج2

فَإِنَّ الجَنَّةَ لا خَطَرَ لَها ۱ ، هِيَ ورَبِّ الكَعبَةِ نورٌ يَتَلَألَأُ ، ورَيحانَةٌ تَهتَزُّ ، وقَصرٌ مَشيدٌ ، ونَهرٌ مُطَّرِدٌ ، وفاكِهَةٌ كَثيرَةٌ نَضيجَةٌ ، وزَوجَةٌ حَسناءُ جَميلَةٌ ، وحُلَلٌ كَثيرةٌ في مَقامٍ أبَدا ، في حَبرَةٍ ونَظرَةٍ ، في دورٍ عالِيَةٍ سَليمَةٍ بَهِيَّةٍ .
قالوا : نَحنُ المُشَمِّرونَ لَها يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : قولوا : إن شاءَ اللّهُ . ۲

۱۷۹۱.الإمام الباقر عليه السلام :جاءَ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله سائِلٌ يَسأَ لُهُ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : هَل مِن أحَدٍ عِندَهُ سَلَفٌ؟ فَقامَ رَجُلٌ مِنَ الأَنصارِ مِن بَنِي الحُبلى ۳ فَقالَ : عِندي يا رَسولَ اللّهِ . قالَ : فَأَعطِ هذَا السّائِلَ أربَعَةَ أوساقِ ۴ تَمرٍ ، قالَ : فَأَعطاهُ .
قالَ : ثُمَّ جاءَ الأَنصارِيُّ بَعدُ إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله يَتَقاضاهُ ، فَقالَ لَهُ : يَكونُ إن شاءَ اللّهُ . ثُمَّ عادَ إلَيهِ الثّانِيةَ ، فَقالَ لَهُ : يَكونُ إن شاءَ اللّهُ . ثُمَّ عادَ إلَيهِ الثّالِثَةَ ، فَقالَ : يَكونُ إن شاءَ اللّهُ . فَقالَ : قَد أكثَرتَ يا رَسولَ اللّهِ مِن قَولِ : يَكونُ إن شاءَ اللّهُ!
قالَ : فَضَحِكَ رَسولُ اللّهِ ، وقالَ : هَل مِن رَجُلٍ عِندَهُ سَلَفٌ؟ قالَ : فَقامَ رَجُلٌ فَقالَ لَهُ : عِندي يا رَسولَ اللّهِ ، قالَ : وكَم عِندَكَ! قالَ : ما شِئتَ .
قالَ : فَأَعطِ هذا ثَمانِيَةَ أوسُقٍ مِن تَمرٍ ، فَقالَ الأَنصارِيُّ : إنَّما لي أربَعَةٌ يا رَسولَ اللّهِ ، قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : وأربَعَةٌ أيضا . ۵

1.لا خَطَرَ لها : أي لا عِوَض لها ولا مِثل (النهاية : ج ۲ ص ۴۶ «خطر») .

2.سنن ابن ماجة : ج ۲ ص ۱۴۴۸ ح ۴۳۳۲ ، كنزالعمّال : ج ۴ ص ۴۴۷ ح ۱۱۳۳۶ وج ۱۴ ص ۴۵۲ ح ۳۹۲۲۷ .

3.بنو الحبلى : بطن من الخزرج من الأنصار ، والحبلى : لقب أبيهم سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج ، لقّب به لعظم بطنه (تاج العروس : ج ۱۴ ص ۱۳۷ «حبل») .

4.الوَسَق : مكيال قدره ستّون صاعا ؛ حوالي ۱۸۰ كغم (معجم ألفاظ الفقه الجعفري : ص ۴۴۴) . والأصل في الوسق : الحِمْل (النهاية : ج ۵ ص ۱۸۵ «وسق») .

5.قرب الإسناد : ص ۹۰ ح ۳۰۳ عن الإمام الصادق عليه السلام ، الاُصول الستّة عشر : ص ۸۳ عن ذريح عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۶ ص ۲۱۸ ح ۷ وج ۱۰۳ ص ۱۵۷ ح ۴ .


نَهجُ الذِّكر ج2
98

نَبِيٌّ مُرسَلٌ وأمرُهُ حَقٌّ فَاتَّبِعوهُ ، ولكِن سَلوهُ عَن ثَلاثِ خِصالٍ ، فَإِنَّهُ يُخبِرُكُم بِخَصلَتَينِ ولا يُخبِرُكُم بِالثّالِثَةِ إن كانَ نَبِيّا ، فَإِنّا قَد سَأَلنا مُسَيلَمَةَ الكَذّابَ عَن هؤُلاءِ الثَّلاثِ فَلَم يَدرِ ما هِيَ .
فَرَجَعَتِ الرُّسُلُ إلى قُرَيشٍ بِهذَا الخَبَرِ مِنَ اليَهودِ ، فَأَتَوا رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، فَقالوا : يا مُحَمَّدُ ، أخبِرنا عَن ذِي القَرنَينِ الَّذي كانَ بَلَغَ المَشرِقَ وَالمَغرِبَ ، وأخبِرنا عَنِ الرُّوحِ ، وأخبِرنا عَن أصحابِ الكَهفِ .
فَقالَ : اُخبِرُكُم بِذلِكَ غَدا . ولَم يَقُل : إن شاءَ اللّهُ .
فَأَبطَأَ عَلَيهِ جِبريلُ عليه السلام خَمسَةَ عَشَرَ يَوما فَلَم يَأتِهِ لِتَركِ الاِستِثناءِ ، فَشَقَّ ذلِكَ عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ أتاهُ جَبرَئيلُ عليه السلام بِما سَأَلوهُ ، فَقالَ : يا جِبريلُ ، أبطَأتَ عَلَيَّ ! فَقالَ : بِتَركِكَ الاِستِثناءَ ، ألا تَقولُ : إن شاءَ اللّهُ ، قالَ : «وَ لَا تَقُولَنَّ لِشَىْ ءٍ إِنِّى فَاعِلٌ ذَ لِكَ غَدًا * إِلَا أَن يَشَاءَ اللَّهُ» ثُمَّ أخبَرَهُ بِخَبَرِ ذِي القَرنَينِ وخَبَرِ الرّوحِ وأصحابِ الكَهفِ .
ثُمَّ أرسَلَ إلى قُرَيشٍ فَأَتَوهُ فَأَخبَرَهُم عَن حَديثِ ذِي القَرنَينِ ، وقالَ لَهُم : الرّوحُ مِن أمرِ رَبّي ، يَقُولُ : مِن عِلمِ رَبّي لا عِلمَ لي بِهِ . فَلَمّا وافَقَ قَولَ اليَهودِ أَنَّهُ لا يُخبِرُكُم بِالثّالِثِ «قَالُواْ سِحْرَانِ تَظَـهَرَا» تَعاوَنا ـ يَعنونَ التَّوراةَ وَالفُرقانَ ـ «وَ قَالُواْ إِنَّا بِكُلٍّ كَـفِرُونَ»۱ . وحَدَّثَهُم بِحَديثِ أصحابِ الكَهفِ . ۲

۱۷۸۹.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :لَولا أنَّ بَني إسرائيلَ قالوا : «وَ إِنَّـا إِن شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ»۳ ما اُعطوا أبَدا . ۴

۱۷۹۰.سنن ابن ماجة عن اُسامة بن زيد :قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يَومٍ لِأَصحابِهِ : ألا مُشَمِّرٌ لِلجَنَّةِ؟

1.القصص : ۴۸ .

2.الدرّ المنثور : ج ۵ ص ۳۵۷ نقلاً عن أبي نعيم في الدلائل .

3.البقرة : ۷۰ .

4.الدرّ المنثور : ج ۱ ص ۱۸۹ عن ابن أبي حاتم وابن مردويه عن أبي هريرة .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر ج2
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 175943
الصفحه من 679
طباعه  ارسل الي