الحدود الستّة التي بيّنها الإمام عليّ عليه السلام ـ في الحديث المروي عنه ۱ ـ للاستغفار ، سوف تتحقّق مع روح الاستغفار والتوبة التي هي الندم الحقيقي ، هذا كلّه إذا طلب الإنسان المغفرة لنفسه ، أمّا إذا طلب المغفرة للآخرين ۲ فإنّه يعني الاستغفار لهم من اللّه ـ تعالى ـ فحسب .
2 . معنى الغفران الإلهي
لقد اتّضح لنا ممّا سبق أنّ المغفرة تعني الستر والتغطية ولكن يجب الانتباه إلى أنّ الستر والغفران الإلهيين للذنوب لا يختلفان عن الصفح والستر البشريين فحسب ، بل إنّهما غير قابلين للمقارنة . فستر اللّه ـ تعالى ـ للذنب ، يعني محو آثاره وتبعاته ، بل إنّ اللّه يستر المذنب ـ ببعض الشروط ـ من خلال تبديل الذنوب بالأعمال الصالحة! كما يقول ـ عزّوجلّ ـ مشيرا إلى بعض الذين ارتكبوا ذنوبا كبيرة واستحقّوا العذاب المضاعف في النار :
«إِلَا مَن تَابَ وَ ءَامَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صَــلِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّـئاتِهِمْ حَسَنَـتٍ وَ كَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا»۳ .
وهكذا فإنّ الستر والغفران المذكورين ، هما أسمى أنواع الستر والمغفرة يفوقان تصوّرنا ولا يصدران إلّا من خالق العالم!
3 . دور الاستغفار في الحياة المادية والمعنوية
إنّ الاستغفار من منظار الكتاب والسنّة ، يبعد الشيطان عن الإنسان فضلاً عن أنّه يطهّر الذنوب ، ويجلو القلب ، ويقذف فيه نور العلم ، ويزيل الغمّ والحزن عنه ،