97
نَهجُ الذِّكر 1

۲۶۵.المصنّف عن أبي قِلابة :ذُكِرَ عِندَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله رَجُلٌ ، فَقالَ لَهُ ۱ : «فيهِ خيرٌ» ، قيلَ : يا رَسولَ اللّهِ ، خَرَجَ مَعَنا حاجّا ، فَإِذا نَزَلنا لَم يَزَل يُصَلّي حَتّى نَرتَحِلَ ، وإذَا ارتَحَلنا لَم يَزَل يَقرَأُ ويَذكُرُ حَتّى نَنزِلَ .
قالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : فَمَن كانَ يَكفيهِ عَلَفَ ناقِتِهِ وصُنعَ طَعامِهِ؟
قالوا : كُلُّنا!
قالَ صلى الله عليه و آله : كُلُّكُم خَيرٌ مِنهُ . ۲

۲۶۶.مصباح الشريعة ـ فيما نَسَبَهُ إلَى الإِمامِ الصّادِقِ عليه السلام ـ :مَن كانَ ذاكِرا للّهِِ عَلَى الحَقيقَةِ فَهُوَ مُطيعٌ ، ومَن كانَ غافِلاً عَنهُ فَهُوَ عاصٍ . وَالطّاعَةُ عَلامَةُ الهِدايَةِ ، وَالمَعصِيَةُ عَلامَةُ الضَّلالَةِ ، وأصلُهُما مِنَ الذِّكرِ وَالغَفلَةِ .
فَاجعَل قَلبَكَ قِبلَةً لِلِسانِكَ ، لا تُحَرِّكهُ إلّا بِإِشارَةِ القَلبِ ، ومُوافَقَةِ العَقلِ ، ورِضَى الإيمانِ ؛ فَإِنَّ اللّهَ عالِمٌ بِسِرِّكَ وجَهرِكَ ، وهُوَ عالِمٌ بِما فِي الصُّدورِ فَضلاً عَن غَيرِهِ .
وكُن كَالنّازِعِ روحَهُ أو كَالواقِفِ فِي العَرضِ الأَكبَرِ ، غَيرَ شاغِلٍ نَفسَكَ عَمّا عَناك مِمّا كَلَّفَكَ بِهِ رَبُّكَ ؛ في أمرِهِ ونَهيِهِ ووَعدِهِ ووَعيدِهِ . وَاغسِل قَلبَكَ بِماءِ الحُزنِ ، ولا تَشغَلها بِدونِ ما كَلَّفَكَ .
وَاجعَل ذِكرَ اللّهِ مِن أجلِ ذِكرِهِ لَكَ ؛ فَإِنَّهُ ذَكَرَك وهُوَ غَنِيٌّ عَنكَ، فَذِكرُهُ لَكَ أجَلُّ وأشهى وأتَمُّ مِن ذِكرِكَ لَهُ وأسبَقُ .
ومَعرِفَتُكَ بِذِكرِهِ لَكَ يورِثُكَ الخُضوعَ، وَالاِستِحياءَ، وَالاِنكِسارَ ، ويَتَوَلَّدُ مِن ذلِكَ رُؤَيَةُ كَرَمِهِ وفَضلِهِ السّابِقِ ، وتَخلُصُ لِوَجهِهِ ، وتَصغُرُ عِندَ ذلِكَ طاعاتُكَ وإن كَثُرَت

1.في مكارم الأخلاق : «فقيل له» بدل «فقال له» ، والظاهر أنّه الصواب.

2.المصنّف لعبد الرزّاق : ج ۱۱ ص ۲۴۴ ح ۲۰۴۴۲ ؛ مكارم الأخلاق : ج ۱ ص ۵۶۴ ح ۱۹۵۵ ، بحار الأنوار : ج ۷۶ ص ۲۷۴ ح ۲۸.


نَهجُ الذِّكر 1
96

7 / 9

النَّوادِرُ

۲۶۰.الدرّ المنثور عن جابر :إنَّ رَجُلاً كانَ يَرفَعُ صَوتَهُ بِالذِّكرِ ، فَقالَ رَجُلٌ : لَو أنَّ هذا خَفَضَ صَوتَهُ !
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : دَعهُ فَإِنَّهُ أوّاهٌ . ۱

۲۶۱.مسند ابن حنبل عن عقبة بن عامر :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله قالَ لِرَجُلٍ يُقالُ لَهُ ذُو البِجادَينِ : «إنَّهُ أوّاهٌ» ، وذلِكَ أنَّهُ كانَ رَجُلاً كَثيرَ الذِّكرِ للّهِِ عز و جل فِي القُرآنِ ، ويَرفَعُ صَوتَهُ فِي الدُّعاءِ . ۲

۲۶۲.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :مِن صِفاتِ المُؤمِنِ أن يَكونَ جَوّالَ الفِكر ، جَهوَرِيَّ الذِّكرِ ۳ . ۴

۲۶۳.عنه صلى الله عليه و آله :أوحَى اللّهُ عز و جل إلى داوودَ عليه السلام أن قُل لِلظَّلَمَةِ لا يَذكُروني ، فَإِنّي أذكُرُ مَن ذَكَرَني ، وإنَّ ذِكري إيّاهُم أن ألعَنَهُم . ۵

۲۶۴.الإمام عليّ عليه السلام :طوبى لِمَن أخلَصَ للّهِِ العِبادَةَ وَالدُّعاءَ ، ولَم يَشغَل قَلبَهُ بِما تَرى عَيناهُ ، ولَم يَنسَ ذِكرَ اللّهِ بِما تَسمَعُ اُذُناهُ ، ولَم يَحزُن صَدرَهُ بِما اُعطِيَ غَيرُهُ . ۶

1.الدرّ المنثور : ج ۴ ص ۳۰۵ نقلاً عن ابن مردويه.

2.مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۱۴۹ ح ۱۷۴۶۰.

3.في المصدر : «جوهري الذكر» ، وما أثبتناه من بحار الأنوار . قال العلّامة المجلسي قدس سره : «جوّال الفكر» أي فكره في الحركة دائما. «جهوريّ الذكر» في القاموس : كلام جهوريّ : أي عال ، أي يعلن ذكر اللّه ، أو ذكره عال في الناس. وفي بعض النسخ : «جوهريّ» وكأنّه كناية عن خلوص ذكره ونفاسته ، والظاهر أنّه تصحيف(بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۳۱۳).

4.التمحيص : ص ۷۴ ح ۱۷۱ ، بحار الأنوار : ج ۶۷ ص ۳۱۰ ح ۴۵.

5.الفردوس : ج ۱ ص ۱۴۱ ح ۴۹۸ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۷ ص ۴۶۶ ح ۹ وج ۸ ص ۱۱۵ ح ۹ ، الزهد لابن حنبل : ص ۹۲ ، شُعب الإيمان : ج ۶ ص ۵۵ ح ۷۴۸۳ كلّها عن ابن عبّاس وفي الأربعة الأخيرة من دون إسنادٍ إليه صلى الله عليه و آله ، كنزالعمّال : ج ۳ ص ۵۰۲ ح ۷۶۱۵ نقلاً عن ابن عساكر ؛ فلاح السائل : ص ۹۴ ح ۳۰ عن داوود الرقّي عن الإمام الصادق عليه السلام ، جامع الأخبار : ص ۴۳۷ ح ۱۲۳۱ ، تنبيه الخواطر : ج ۱ ص ۳ كلاهما عن ابن عبّاس من دون إسنادٍ إليه صلى الله عليه و آله ، بحار الأنوار : ج ۷۵ ص ۳۱۹ ح ۴۲ وراجع عدّة الداعي : ص ۱۲۹.

6.الكافي : ج ۲ ص ۱۶ ح ۳ عن عليّ بن أسباط عن الإمام الرضا عليه السلام ، بحار الأنوار : ج ۷۰ ص ۲۲۹ ح ۵.

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 199554
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي