533
نَهجُ الذِّكر 1

الوَهّابُ . . . .
الحَمدُ للّهِِ مالِكِ المُلكِ ، مُجرِي الفُلكِ ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ ، فالِقِ الإِصباحِ ، دَيّانِ الدّينِ ، رَبِّ العالَمينَ .
الحَمدُ للّهِِ عَلى حِلمِهِ بَعدَ عِلمِهِ ، الحَمدُ للّهِِ عَلى عَفوِهِ بَعدَ قُدرَتِهِ ، الحَمدُ للّهِِ عَلى طولِ أناتِهِ ۱ في غَضَبِهِ وهُوَ القادِرُ عَلى ما يُريدُ .
الحَمدُ للّهِِ خالِقِ الخَلقِ ، باسِطِ الرِّزقِ ، ذِي الجَلالِ وَالإِكرامِ ، وَالفَضلِ وَالإِنعامِ ، الَّذي بَعُدَ فَلا يُرى ، وقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجوى ، تَبارَكَ وتَعالى .
الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَيسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ ، ولا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ ، ولا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الأَعِزّاءَ ، وتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ العُظَماءُ ، فَبَلَغَ بِقُدرَتِهِ ما يَشاءُ .
الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ ، ويَستُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَورَةٍ وأنَا أعصيهِ ، ويُعَظِّمُ النِّعمَةَ عَلَيَّ فَلا اُجازيهِ ، فَكَم مِن مَوهِبَةٍ هَنيئَةٍ قَد أعطاني ، وعَظيمَةٍ مَخوفَةٍ قَد كَفاني ، وبَهجَةٍ مونِقَةٍ ۲ قَد أراني ، فَاُثني عَلَيهِ حامِدا وأذكُرُه مُسَبِّحا .
الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا يُهتَكُ حِجابُهُ ، ولا يُغلَقُ بابُهُ ، ولا يُرَدُّ سائِلُهُ ، ولا يُخَيَّبُ آمِلُهُ .
الحَمدُ للّهِِ الَّذي يُؤمِنُ الخائِفينَ ، ويُنَجِّي الصّالِحينَ ، ويَرفَعُ المُستَضعَفينَ ، ويَضَعُ المُستَكبِرينَ ، ويُهلِكُ مُلوكا ويَستَخلِفُ آخَرِينَ . وَالحَمدُ للّهِِ قاصِمِ الجَبّارينَ ، مُبيرِ الظّالِمينَ ، مُدرِكِ الهارِبينَ ، نَكالِ الظّالِمينَ ، صَريخِ المُستَصرِخينَ ، مَوضِعِ حاجاتِ الطّالِبينَ ، مُعتَمَدِ المُؤمِنينَ .
الحَمدُ للّهِِ الَّذي مِن خَشيَتِهِ تَرعَدُ السَّماءُ وسُكّانُها ، وتَرجُفُ الأَرضُ وعُمّارُها ،

1.تأنّى في الأمر : أي ترفّق وتنظّر . والاسم : الأناة (الصحاح : ج ۶ ص ۲۲۷۳ «أنا») .

2.الأنَق : الفرح والسرور ، والشيء الأنيق المُعجِب (النهاية : ج ۱ ص ۷۶ «أنق») .


نَهجُ الذِّكر 1
532

وَالحَمدُ للّهِِ حَتّى يَرضى رَبُّنا وبَعدَ الرِّضا ، وأسأَ لُهُ أن يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ ، وأن يَغفِرَ لي ذَنبي ، وأن يَحمَدَ لي أمري ، ويَتوبَ عَلَيَّ ، إنَّهُ هُوَ التَّوّابُ الرَّحيمُ . ۱

۱۴۳۹.الإقبال عن أبي عمرو محمّد بن محمّد بن نصر السكوني :سَأَلتُ أبا بَكرٍ أحمَدَ بنَ مُحَمَّدِ بنِ عُثمانَ البَغدادِيَّ ، أن يُخرِجَ إلَيَّ أدعِيَةَ شَهرِ رَمَضانَ الَّتي كانَ عَمُّهُ أبو جَعفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ عُثمانَ بنِ السَّعيدِ العَمرِيُّ يَدعو بِها ، فَأَخرَجَ إلَيَّ دَفتَرا مُجَلَّدا بِأَحمَرَ ، فَنَسَختُ مِنهُ أدعِيَةً كَثيرَةً ، وكانَ مِن جُملَتِها :
وتَدعو بِهذَا الدُّعاءِ في كُلِّ لَيلَةٍ مِن شَهرِ رَمَضانَ ؛ فَإِنَّ الدُّعاءَ في هذَا الشَّهرِ تَسمَعُهُ المَلائِكَةُ وتَستَغفِرُ لِصاحِبِهِ ، وهُوَ :
اللّهُمَّ إنّي أفتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمدِكَ ، وأنتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ ، وأيقَنتُ أنَّكَ أرحَمُ الرّاحِمينَ في مَوضِعِ العَفوِ وَالرَّحمَةِ ، وأشَدُّ المُعاقِبينَ في مَوضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ ، وَأعظَمُ المُتَجَبِّرينَ في مَوضِعِ الكِبرِياءِ وَالعَظَمَةِ . . . .
الحَمدُ للّهِِ الَّذي لَم يَتَّخِذ صاحِبَةً ولا وَلَدا ، ولَم يَكُن لَهُ شَريكٌ فِي المُلكِ ، ولَم يَكُن لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وكَبِّرهُ تَكبيرا .
الحَمدُ للّهِِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى جَميعِ نِعَمِهِ كُلِّها .
الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا مُضادَّ لَهُ في مُلكِهِ ، ولا مُنازِعَ لَهُ في أمرِهِ .
الحَمدُ للّهِِ الَّذي لا شَريكَ لَهُ في خَلقِهِ ولا شَبيهَ لَهُ في عَظَمَتِهِ .
الحَمدُ للّهِِ الفاشي فِي الخَلقِ أمرُهُ وحَمدُهُ ، الظّاهِرِ بِالكَرَمِ مَجدُهُ ، الباسِطِ بِالجودِ يَدَهُ ، الَّذي لا تَنقُصُ خَزائِنُهُ ، ولا تَزيدُهُ كَثرَةُ العَطاءِ إلّا جودا وكَرَما إنَّهُ هُوَ العَزيز

1.مُهج الدعوات : ص ۳۳۸ عن محمّد بن عليّ العلوي الحسيني المصري ، البلد الأمين : ص ۳۹۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۵ ص ۲۶۸ ح ۳۴ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 197822
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي