279
نَهجُ الذِّكر 1

5 / 2

آناءُ اللَّيلِ وأطرافُ النَّهارِ

الكتاب

«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُـلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا وَ مِنْ ءَانَاىءِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرَافَ النَّهَارِ لَعَلَّكَ تَرْضَى» ۱ . ۲

«فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُـلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ * وَ مِنَ الَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبَـرَ السُّجُودِ» . ۳

«فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَ لَا تُطِعْ مِنْهُمْ ءَاثِمًا أَوْ كَفُورًا * وَ اذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلاً * وَ مِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً» ۴ . ۵

1.هل المراد بأطراف النهار ما قبل طلوع الشمس وما قبل غروبها أو غير ذلك؟ اختلفت فيه كلمات المفسّرين ؛ كما اختلفوا أيضا في المراد من التسبيح، وما ذكر في الآية من التسبيح مطلق لا دلالة فيها من جهة اللفظ على أنّ المراد به الفرائض اليوميّة من الصلوات ، وإن أصرّ أكثر المفسّرين على أنّ المراد بالتسبيح الصلاة (اُنظر : الميزان في تفسير القرآن : ج ۱۴ ص ۲۳۵ وتفسير نمونه : ج ۱۳ ص ۳۳۷ والتفاسير الاُخرى) .

2.طه : ۱۳۰ .

3.ق : ۳۹ و ۴۰ .

4.قوله تعالى : « وَ مِنَ الَّيْلِ فَاسْجُدْ لَهُ وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً» «من» للتبعيض ، والمراد بالسجود له : الصلاة ، ويقبل ما في الآيتين ـ من ذكر اسمه بكرة وأصيلا والسجود له بعض الليل ـ الانطباق على صلاة الصبح والعصر والمغرب والعشاء ، وهذا يؤيّد نزول الآيات بمكّة قبل فرض الفرائض الخمس ، بقوله في آية الإسراء : «أَقِمِ الصَّلَوةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ الَّيْلِ وَ قُرْءَانَ الْفَجْرِ» (الإسراء : ۷۸) . فالآيتان كقوله تعالى : « وَ أَقِمِ الصَّلَوةَ طَرَفَىِ النَّهَارِ وَ زُلَفًا مِّنَ الَّيْلِ» (هود : ۱۱۴) وقوله : «وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُـلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ غُرُوبِهَا وَ مِنْ ءَانَاىءِ الَّيْلِ فَسَبِّحْ وَ أَطْرَافَ النَّهَارِ» (طه : ۱۳۰) . نعم قيل : على أنّ الأصيل يطلق على ما بعد الزوال ، فيشمل قوله : «وَأَصِيلاً» وقتي صلاتي الظهر والعصر جميعا ، ولا يخلو من وجه . وقوله : «وَ سَبِّحْهُ لَيْلاً طَوِيلاً» أي في ليل طويل ، ووصف الليل بالطويل توضيحي لا احترازي ، والمراد بالتسبيح صلاة الليل ، واحتمل أن يكون «طويلا» صفة لمفعول مطلق محذوف ، والتقدير : سبّحه في الليل تسبيحا طويلاً (الميزان في تفسير القرآن : ج ۲۰ ص ۱۴۱) .

5.الإنسان : ۲۴ ـ ۲۶ .


نَهجُ الذِّكر 1
278

غُروبِها ، كانَ أفضَلَ مِن مِئَةِ بَدَنَةٍ ۱ . ۲

۷۷۸.عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ حينَ يُصبِحُ وحينَ يُمسي : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» مِئَةَ مَرَّةٍ ، لَم يَأتِ أحَدٌ يَومَ القِيامَةِ بِأَفضَلَ مِمّا جاءَ بِهِ ، إلّا أحَدٌ قالَ مِثلَ ما قالَ أو زادَ عَلَيهِ . ۳

۷۷۹.عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ إذا أصبَحَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ» ألفَ مَرَّةٍ ، فَقَدِ اشتَرى نَفسَهُ مِنَ اللّهِ ، وكانَ آخِرَ يَومِهِ عَتيقا مِنَ النّارِ . ۴

۷۸۰.عنه صلى الله عليه و آله :مَن قالَ : «سُبحانَ اللّهِ وبِحَمدِهِ ، سُبحانَ اللّهِ العَظِيمِ» مَرَّةً إذا أصبَحَ ومَرَّةً إذا أمسى ، بَعَثَ اللّهُ مَلَكا إلَى الجَنَّةِ مَعَهُ مِكساحٌ ۵ مِنَ الفِضَّةِ ، ويَكسَحُ لَهُ مِن طينِ الجَنَّةِ ، وهُوَ مِسكٌ أذفَرُ ، ثُمَّ يَغرِسُ لَهُ غَرسا ، ثُمَّ يُحيطُ عَلَيهِ حائِطا ، ثُمَّ يُبَوِّبُ عَلَيهِ بابا ، ثُمَّ يُغلِقُهُ ، ثُمَّ يَكتُبُ عَلَى البابِ : هذا بُستانُ فُلانِ بنِ فُلانٍ . ۶

۷۸۱.الإمام زين العابدين عليه السلام ـ فِي المُناجاةِ الإِنجيلِيَّةِ ـ :وأَودِع نُفوسَنا خَوفَ المُشفِقينَ مِن سوءِ الحِسابِ ، ورَجاءَ الواثِقينَ بِتَوفيرِ الثَّوابِ ، فَلا نَغتَرَّ بِالإِمهالِ ، ولا نُقَصِّرَ في صالِحِ الأَعمالِ ، ولا نَفتُرَ ۷ مِنَ التَّسبيحِ بِحَمدِكِ فِي الغُدُوِّ وَالآصالِ . ۸

راجع : ج 1 ص 429 و 430 (قبل طـلوع الشمس وقبل غروبها . وأيضا : الصباح والمساء) .

1.البَدَنَة تقع على الجمل والناقة والبقرة ، وهي بالإبل أشبه . وسُمّيت بَدَنَة لعِظَمها وسِمنها (النهاية : ج ۱ ص ۱۰۸ «بدن») .

2.كنزالعمّال : ج ۲ ص ۱۶۶ ح ۳۵۹۴ نقلاً عن الديلمي عن ابن عمرو .

3.صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۰۷۱ ح ۲۹ ، سنن الترمذي : ج ۵ ص ۵۱۳ ح ۳۴۶۹ ، مسند ابن حنبل : ج ۳ ص ۳۰۴ ح ۸۸۴۳ كلّها عن أبي هريرة ، كنزالعمّال : ج ۲ ص ۱۳۹ ح ۳۴۹۹ .

4.بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۲۸۱ ح ۴۴ نقلاً عن الشهيد رحمه الله ؛ كنزالعمّال : ج ۲ ص ۱۵۸ ح ۳۵۶۸ نقلاً عن الخرائطي في مكارم الأخلاق وليس فيه «وكان آخر يومه عتيقا من النار» وكلاهما عن ابن عبّاس .

5.كَسَحَ : كَنَسَ . والمِكْسَحة : المكنسة (القاموس المحيط : ج ۱ ص ۲۴۵ «كسح») .

6.فلاح السائل : ص ۳۸۷ ح ۲۶۳ عن أنس ، بحار الأنوار : ج ۸۶ ص ۲۷۰ ح ۳۹ .

7.الفَتْرة : الانكسار والضعف. وفتر الشيءُ والحرُّ وفلانٌ : سَكَنَ بعد حدّة ، ولانَ بعد شِدّة (لسان العرب : ج ۵ ص ۴۳ «فتر») .

8.بحار الأنوار : ج ۹۴ ص ۱۵۷ ح ۲۲ نقلاً عن كتاب أنيس العابدين .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 196025
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي