الفَصلُ الأَوَّلُ : تفسير التّسبيح

الكتاب

«سُبْحَـنَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * إِلَا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ» . ^۱

«سُبْحَـنَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ» . ^۲

الحديث

۷۰۷.المستدرك عن طلحة بن عبيد اللّه :سَأَلتُ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَن تَفسيرِ : «سُبحانَ اللّهِ» ، قالَ : هُوَ تَنزيهُ اللّهِ عَن كُلِّ سوءٍ . ^۳

۷۰۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آله :إذا قالَ العَبدُ : «سُبحانَ اللّهِ» فَقَد أنِفَ ^۴ للّهِِ ، وحَقٌّ عَلَى اللّهِ أن يَنصُرَهُ . ^۵

فقال الإمام : قُل : اللّهُ أكبَرُ مِن أن يوصَفَ . ^۱
وعلى هذا ، فإنّ جذور التحميد والتهليل والتكبير تمتد في التسبيح ، ورغم أنّ هذه الأذكار مختلفة من حيث المفهوم ولكنّها تتمتع بالوحدة في المصداق ، لذلك يطلق على هذه الأذكار الأربعة في الصلاة مصطلح «التسبيحات الأربعة» ^۲ ، كما يسمى «التكبير» و«التحميد» بالتسبيح في تسبيح فاطمة الزهراء عليهاالسلام . ^۳

أهمية ذكر «التسبيح»

بالإضافة إلى ما مرّ في بيان حقيقة التسبيح ، فإنّ الآيات والأحاديث التي وردت حول فضيلة التسبيح ^۴ وأوقاته ^۵ وخصائصه ^۶ ، وخاصة الخصوصية المتمثلة في أن التسبيح هو جوهر الصلاة ^۷ وروحها ، وصلاة جميع الموجودات ^۸ ، تدل على الأهميّة والدور الخاص اللذين يؤديهما هذا الذكر في نظام الوجود وبناء الإنسان وتقريبه من خالق العالم .
وتبلغ آثار هذا الذكر وبركاته حدّا بحيث بينت الأحاديث الإسلامية أهمّية جملة أمور وقيمتها مثل : تعليم العلم ، فضيلة الصيام ، الحزن لمصائب أهل البيت وغير ذلك من خلال تشبيهها بالتسبيح . ^۹