185
نَهجُ الذِّكر 1

فِي الدُّنيا ، وإِمّا يُعَدُّ لَهُ عِندَ رَبِّهِ ويُدَّخَرُ لَدَيهِ ، وما عِندَ اللّهِ خَيرٌ وأبقى لِلمُؤمِنينَ . ۱

راجع : ح 540 و 541 .
موسوعة العقائد الإسلامية : ج 3 ص 436 «معنى اللّه » .

1 / 3

مَعنى بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ

۵۳۸.التوحيد عن الحسن بن عليّ بن فضّال :سَأَلتُ الرِّضا عَليَّ بنَ موسى عليه السلام عَن «بِسمِ اللّهِ» ، قالَ : مَعنى قَولِ القائِلِ : «بِسمِ اللّهِ» أي أسِمُ عَلى نَفسي سِمَةً مِن سِماتِ اللّهِ عز و جل وهِيَ العِبادَةُ .
قالَ : فَقُلتُ لَهُ : مَا السِّمَةُ؟ فَقالَ : العَلامَةُ . ۲

۵۳۹.الإمام الصادق عليه السلام :لَقَد دَخَلَ عَبدُ اللّهِ بنُ يَحيى عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام فَقالَ : . . . يا أميرَ المُؤمِنينَ ، ما تَفسيرُ «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» ؟
قالَ عليه السلام : إنَّ العَبدَ إذا أرادَ أن يَقرَأَ أو يَعمَلَ عَمَلاً ويَقولُ «بِسمِ اللّهِ» : أي بِهذَا الاِسمِ أعمَلُ هذَا العَمَلَ ، فَكُلُّ أمرٍ يَعمَلُهُ يَبدَأُ فيهِ ب «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» فَإِنَّهُ يُبارَكُ لَهُ فيهِ . ۳

۵۴۰.معاني الأخبار عن صفوان بن يحيى عمّن حدّثه عن الإمام الصادق عليه السلام :أنَّهُ سُئِلَ عَن «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ» ؟ فَقالَ : الباءُ بَهاءُ اللّهِ ، وَالسِّينُ سَناءُ اللّهِ ، وَالميمُ مُلكُ اللّهِ . قالَ :

1.التوحيد : ص ۲۳۰ ح ۵ ، معاني الأخبار : ص ۴ ح ۲ وفيه إلى «حيث لا مغيث» ، التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۲۱ ح ۵ و ۶ و ۷ وص ۲۷ ح ۹ كلّها عن محمّد بن زياد ومحمّد بن سيّار ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۳۲ ح ۱۴ وص ۲۴۰ ح ۴۸ .

2.التوحيد : ص ۲۲۹ ح ۱ ، معاني الأخبار : ص ۳ ح ۱ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۲۶۰ ح ۱۹ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۳۰ ح ۹ .

3.التفسير المنسوب إلى الإمام العسكري عليه السلام : ص ۲۵ ح ۷ ، بحار الأنوار : ج ۹۲ ص ۲۴۲ ح ۴۸ .


نَهجُ الذِّكر 1
184

هذِهِ الدُّنيا ومُتَعَظِّمٍ فيها ، وإن عَظُمَ غِناؤُهُ وطُغيانُهُ ، وكَثُرَت حَوائِجُ مَن دونَهُ إلَيهِ ، فَإِنَّهُم سَيَحتاجونَ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها هذَا المُتَعاظِمُ ، وكَذلِكَ هذَا المُتَعاظِمُ يَحتاجُ حَوائِجَ لا يَقدِرُ عَلَيها ، فَيَنقَطِعُ إلَى اللّهِ عِندَ ضَرورَتِهِ وفاقَتِهِ ، حَتّى إذا كُفِيَ هَمَّهُ عادَ إلى شِركِهِ . أما تَسمَعُ اللّهُ عز و جليَقولُ : «قُلْ أَرَءَيْتَكُمْ إِنْ أَتَـاكُمْ عَذَابُ اللَّهِ أَوْ أَتَتْكُمُ السَّاعَةُ أَغَيْرَاللَّهِ تَدْعُونَ إِن كُنتُمْ صَـدِقِينَ * بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِن شَاءَ وَتَنسَوْنَ مَا تُشْرِكُونَ»۱ .
فَقالَ اللّهُ عز و جل لِعِبادِهِ : أيُّهَا الفُقَراءُ إلى رَحمَتي ، إنّي قَد ألزَمتُكُمُ الحاجَةَ إليَّ في كُلِّ حالٍ ، وذِلَّةَ العُبودِيَّةِ في كُلِّ وَقتٍ ، فَإِلَيَّ فَافزَعوا في كُلِّ أمرٍ تَأخُذونَ فيهِ وتَرجونَ تَمامَهُ وبُلوغَ غايَتِهِ ، فَإِنّي إن أرَدتُ أن اُعطِيَكُم لمَ يَقدِر غَيري عَلى مَنعِكُم ، وإن أرَدتُ أن أمنَعَكُم لَم يَقدِر غَيري عَلى إعطائِكُم ، فَأَنَا أحَقُّ مَن سُئِلَ ، وأولى مَن تُضُرِّعَ إلَيهِ .
فَقولوا عِندَ افتِتاحِ كُلِّ أمرٍ صَغيرٍ أو عَظيمٍ : بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ ؛ أي أستَعينُ عَلى هذَا الأَمِرِ بِاللّهِ الَّذي لا يَحِقُّ العِبادَةُ لِغَيرِهِ ، المُغيثِ إذَا استُغيثَ ، المُجيبِ إذا دُعِيَ ، الرَّحمنِ الَّذي يَرحَمُ بِبَسطِ الرِّزقِ عَلَينا ، الرَّحيمِ بِنا في أديانِنا ودُنيانا وآخِرَتِنا ، خَفَّفَ عَلَينَا الدِّينَ وجَعَلَهُ سَهلاً خَفيفا ، وهُوَ يَرحَمُنا بِتَمييزِنا مِن أعدائِهِ .
ثُمَّ قالَ : قالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : مَن حَزَنَهُ أمرٌ تَعاطاهُ فَقالَ : «بِسمِ اللّهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ» وهُوَ مُخلِصٌ للّهِِ يُقبِلُ بِقَلبِهِ إلَيهِ ، لم يَنفَكَّ مِن إحدَى اثنَتَينِ : إمّا بُلوغِ حاجَتِه

1.الأنعام : ۴۰ و ۴۱ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 199717
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي