175
نَهجُ الذِّكر 1

اللّه » أنه قال :
لَوشِئتُ لَأَوقَرتُ۱سَبعينَ بَعيرا مِن باءِ«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ»۲.
ولكن جاء في بعض الروايات «في تفسير فاتحة الكتاب» ۳ بدلاً من «باء بسم اللّه الرحمن الرحيم» ، وعليه فالرواية لا علاقة لها بالموضوع الذي نحن بصدده .
ولكن كلا الروايتين تفتقران إلى سند معتبر ، وأضعف منهما ما نسب إلى الإمام عليّ عليه السلام :
أنَا النُّقطَةُ الَّتي تَحتَ الباءِ المَبسوطَةِ .۴

6. عظمة ذكر «بسم اللّه »

لقد ذُكرت في الأحاديث الإسلامية ست خصوصيات بارزة ل «بسم اللّه الرحمن الرحيم» وهي : أوّلاً ـ إنها أقرب الأسماء الإلهيّة إلى الاسم الأعظم ، ثانيا ـ إنّ بداية جميع الكتب السماوية بهذا الاسم ، ثالثا ـ إنّها أوّل كلام نزل على النبي الأعظم صلى الله عليه و آله ، رابعا ـ إنّها أعظم آية في القرآن ، خامسا ـ إنّها تاج جميع سور القرآن ۵ ، سادسا ـ إنّها جزء من الصلاة .
رغم أنّ حكمة هذه الخصائص وحقيقتها ليستا بمعلومتين تماما لنا إلّا أن هذه

1.الوِقْر : الحِمْل . يقال : قد أوقر بعيره (الصحاح : ج ۲ ص ۸۴۸ «وقر») .

2.عوالي اللآلي : ج ۴ ص ۱۰۲ ح ۱۵۰ ، إحقاق الحقّ : ج ۷ ص ۵۹۵ نقلاً عن الشعراني في لطائف المنن وفيه «. . . لكم ثمانين بعيرا من معنى الباء» .

3.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۲ ص ۴۳ .

4.مشارق أنوار اليقين : ص ۲۱ . وفي ينابيع المودّة ج ۱ ص ۲۱۳ ح ۱۵ : «فِي الدُّرِّ المُنَظَّمِ : اِعلَم أنَّ جَميعَ أسرارِ الكُتُبِ السَّماوِيَّةِ فِي القُرآنِ ، وجَميعَ ما فِي القُرآنِ فِي الفاتِحَةِ ، وجَميعَ ما فِي الفاتِحَةِ فِي البَسمَلَةِ ، وجَميعَ ما فِي البَسمَلَةِ في باءِ البَسمَلَةِ ، وجَميعَ ما في باءِ البَسمَلَةِ فِي النُّقطَةِ الَّتي تَحتَ الباءِ ؛ وقالَ الإِمامُ عَليٌّ عليه السلام : أنَا النُّقطَةُ الَّتي تَحتَ الباءِ» .

5.عدا سورة التوبة .


نَهجُ الذِّكر 1
174

والمعنى من جهة كي يؤدي إلى تعطيل معرفة اللّه ـ تعالى ـ ، كما يجب ـ من جهة أخرى ـ أن لا نتصوّر لها مفهوما منفصلاً عن ذات البارئ ـ تعالى ـ حتى تنتهي إلى التشبيه والشرك بل إنّ الأسماء والصفات الإلهيّة ليست سوى التعبير عن الذات المتمتعة بجميع الكمالات والفاقدة لجميع النقائص .

5. معنى ذكر «بسم اللّه »

استنادا إلى ما رواه الشيخ الصدوق عن الإمام الرضا عليه السلام في تفسير هذا الذكر فإنّ ذكر «بسم اللّه » يعني في الحقيقة وسم عبودية اللّه وهذا هو نص الرواية :
مَعنى قَولِ القائِلِ : «بِسمِ اللّهِ» أي أسِمُ عَلى نَفسي سِمَةً مِن سِماتِ اللّهِ عز و جل وهِيَ العِبادَةُ .۱
ويعني هذا التفسير الجميل الدقيق أن الشخص الوحيد الذي يصدق في قول هذا الذكر عند القيام بالأعمال ، هو الذي لا يرى نفسه مستقلاً حقيقةً بل يرى نفسه عبد اللّه ، ذلك لأن هذا الذكر علامة العبوديّة .
وبتعبير آخر ، فلا أحد يمكنه قول «بسم اللّه » صادقا إلّا إذا آمن أن «لا حول ولا قوّة إلّا باللّه » . ومثل هذا الشخص يمكنه أن يقول هذا الذكر حسب الرواية المنقولة عن أمير المؤمنين في تفسير «بسم اللّه » .
بِهذَا الاِسمِ أعمَلُ هذَا العَمَلَ .۲
وأمّا الذي لا يرى للّهِِ ـ تعالى ـ دورا في عمله ، فليس من حقّه أن يسم نفسه بسمة العبودية وينطق بصدق الذكر الشريف «بسم اللّه » .
ممّا يجدر ذكره أنه نقل في بعض المصادر عن الإمام علي عليه السلام في تفسير «بسم

1.راجع : ج ۱ ص ۱۸۵ ح ۵۳۸ .

2.راجع : ج ۱ ص ۱۸۵ ح ۵۳۹ .

  • نام منبع :
    نَهجُ الذِّكر 1
    المساعدون :
    الافقي، رسول
    المجلدات :
    2
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1428 ق / 1386 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 199529
الصفحه من 604
طباعه  ارسل الي