357
مكاتيب الأئمّة ج4

3

كتابه عليه السلام إلى فتح بن عبد اللّه

النّهي عن التّشبيه والتّحديد

۰.رواه محمّد بن الحسين ، عن صالح بن حمزة ، عن فتح بن عبد اللّه مولى بني هاشم۱قال : كتبت إلى أبي إبراهيم عليه السلام أسأله عن شيء من التّوحيد ، فكتب إليّ بخطّه :الحَمدُ للّهِِ المُلهِمِ عِبادَهُ حَمدَهُ ـ وذكره مثل ما رواه سهل بن زياد إلى قوله ـ : وَقَمَعَ وجودُهُ جَوائِلَ الأوهامِ ـ ثمّ زاد فيه ـ : أوَّلُ الدِّيانَةِ بِهِ مَعرِفَتُهُ ، وَكَمالُ مَعرِفَتِهِ تَوحيدُهُ وَكَمالُ تَوحيدِهِ نَفيُ الصِّفاتِ عَنهُ ، بِشَهادَةِ كُلِّ صِفَةٍ أنَّها غَيرُ المَوصوفِ ، وَشَهادَةِ المَوصوفِ أنَّهُ غَيرُ الصِّفَةِ ، وَشَهادَتُهُما جَميعاً بِالتَّثنِيَةِ المُمتَنِعِ مِنهُ الأزَلُ ۲ ، فمَن وَصَفَ اللّهَ فَقَد حَدَّهُ وَمَن حَدَّهُ فَقَد عَدَّهُ ، وَمَن عَدَّه فَقَد أبطَلَ أزَلَهُ ، وَمَن قالَ : كَيفَ ؟ فَقَدِ استَوصَفَهُ ، وَمَن قالَ : فيمَ ؟ فَقَد ضَمَّنَهُ ، وَمَن قالَ عَلامَ ؟ فَقَد جَهِلَهُ ، وَمَن قالَ : أينَ ؟ فَقَد أخلَى مِنهُ ، وَمَن قالَ ما هُوَ ؟ فَقَد نَعَتَهُ ، وَمَن قالَ : إلامَ ؟ فَقَد غاياهُ ، عالِمٌ إذ لا مَعلومَ ، وَخالِقٌ إذ لا مَخلوقَ ، وَرَبٌّ إذ لا مَربوبَ ، وَكَذلِكَ يُوصَفُ رَبُّنا ، وَفَوقَ ما يَصِفُهُ الواصِفونَ . ۳

0.وفي التّوحيد نقلاً عن الإمام الرّضا عليه السلام : حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقاق رحمه الله ، قال : حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ ، قال : حدّثنا محمّد بن إسماعيل البرمكيّ ، قال : حدّثني عليّ بن العبّاس ، قال : حدّثني

1.لم نجد له ترجمة في المصادر التي بأيدينا .

2.في هامش المصدر : «الممتنعة من الأزل» وهو الأنسب إلى المتن .

3.الكافي : ج۱ ص۱۴۰ ح۶ ، بحار الأنوار : ج۵۷ ص۱۶۶.


مكاتيب الأئمّة ج4
356

لَيسَ كَمِثلِهِ شَيءٌ وَلَم يَزَل سَميعاً وعَليماً وَبَصيراً ، وَهُوَ الفَعَّالُ لِما يُريدُ .۱
وفي الكافي : عليّ بن محمّد عن سهل بن زياد عن طاهر بن حاتم في حال استقامته ، أنّه كتب إلى الرّجل : ما الّذي لا يُجتزأ في معرفة الخالق بدونه ؟ فكتب إليه :
لَم يَزَل عَالِماً وَسامِعاً وَبَصيراً وَهُوَ الفَعَّالُ لِما يُريدُ .۲

2

كتابه عليه السلام إلى الكاهليّ

علمه تعالى

محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفّوان بن يحيى ، عن الكاهليّ ۳ قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه السلام في دعاء : الحمد للّه منتهى علمه ، فكتب إليَّ :
لا تَقولَنَّ مُنتَهى عِلمِهِ ، فَلَيسَ لِعِلمِهِ مُنتَهى وَلكِن قُل : مُنتَهى رِضاهُ .۴

1.التّوحيد : ص۲۸۴ ح۴ ، بحار الأنوار : ج۳ ص۲۶۹ ح۵ نقلاً عنه.

2.الكافي : ج۱ ص۸۶ ح۲ .

3.عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ أخطل الكاهليّ ، عن عبد اللّه بن يحيى الكاهليّ ، قال : حججت فدخلت على أبي الحسن عليه السلام فقال لي : اعمل خيراً في سنتك هذه ، فإنّ أجلك قد دنا ، قال : فبكيت ، فقال لي : وما يبكيك؟ قلت : جعلت فداك نعيت إليّ نفسي ، قال : أبشر فإنّك من شيعتنا وأنت إلى خير . قال أخطل : فما لبث عبد اللّه بعد ذلك إلاّ يسيراً حتّى مات . وقال محمّد بن عيسى : زعم الكاهليّ أنّ أبا الحسن عليه السلام قال لعليّ بن يقطين اضمن لي الكاهليّ وعياله أضمن لك الجنّة . فزعم ابن أخيه : أنّ عليّاً رحمه الله ، لم يزل يجري عليهم الطّعام والدّراهم وجميع النّفقات مستغنين حتّى مات الكاهليّ ، وأنّ سعتهم كانت تعمّ عيال الكاهليّ وقراباته ، والكاهليّ يروي عن أبي عبد اللّه وعن أبي الحسن عليهماالسلام ، وله كتاب .(راجع : رجال الكشّي : ح۷۴۹ و۸۱۰ و۸۲۰ و۸۴۱ و۸۴۲ والفهرست للطوسي : ص۱۶۸ ح۴۴۱ ).

4.الكافي : ج۱ ص۱۰۷ ح۳ ، التوحيد : ص۱۳۴ ح۲ ، تحف العقول : ص۴۰۸ عن عبد اللّه بن يحيى ، بحار الأنوار : ج۴ ص۸۳ ح۱۲ وج۷۶ ص۳۱۹ ح۳.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 90249
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي