337
مكاتيب الأئمّة ج4

يا مُفَضَّلُ ، عَهِدتُ إلَيكَ عَهدي ، كان إلى عَبدِ اللّهِ بن أبي يَعفور صَلواتُ اللّهِ عَلَيهِ ، فَمَضى صلواتُ اللّهِ عَلَيهِ مُوفياً للّهِِ عز و جل وَلِرَسولِهِ وَلإمامِهِ بِالعَهدِ المَعهود للّهِِ ، وقُبِضَ صَلواتُ اللّهِ على روحِهِ مَحمودَ الأثَرِ ، مَشكورَ السَّعي ، مَغفوراً لَهُ مَرحوماً بِرضى اللّهِ ورَسولِهِ وَإمامِهِ عَنهُ ، فَولادَتي مِن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ما كانَ في عَصرِنا أحَدٌ أطوَعَ للّهِِ ولِرَسولِهِ وَلإمامِهِ مِنهُ .
فَما زالَ كذلِكَ حَتّى قَبَضَهُ اللّهُ إلَيهِ بِرَحمَتِهِ وَصَيَّرَهُ إلى جَنَّتِهِ ، مُساكِناً فيها مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله وَأميرِ المُؤمِنينَ عليه السلام ، أنزَلَهُ اللّهُ بَينَ المَسكَنَينِ مَسكَنَ مُحَمّدٍ وَأميرِ المُؤمِنينَ ( صلواتُ اللّهِ عَلَيهِما ) وَإن كانَت المَساكِنُ۱واحِدَةً فزاده اللّه رضى من عنده ومغفرة من فضله برضاي عنه .۲

1.في المصدر : «المساكينُ » ، وما أثبتناه هو الصحيح ، وهو المناسب للسياق .

2.رجال الكشّي:ج۲ ص۵۱۸ ح۴۶۱.


مكاتيب الأئمّة ج4
336

حين مضى عبد اللّه بن أبي يعفور ۱ :

1.عبد اللّه بن أبي يعفور عبد اللّه بن أبي يعفور العبديّ واسم أبي يعفور واقد ، وقيل وقدان يُكنّى أبا محمّد، ثقة، ثقة، جليل في أصحابنا كريم على أبي عبد اللّه عليه السلام ومات في أيّامه وكان قارئاً يقرئ في مسجد الكوفة، له كتاب . ( رجال النّجاشي : ج۲ ص۲۱۳ الرّقم۵۵۶ ) . وعدّه الشّيخ في رجاله من أصحاب الصّادق عليه السلام تارةً قائلاً: عبد اللّه بن أبي يعفور العبدي: مولاهم، كوفيّ واسم أبي يعفور واقد أو وقدان . واُخرى(۶۷۷) قائلاً: عبد اللّه بن أبي يعفور، كوفيّ مولى عبد القيس. (راجع : رجال الطّوسي : ص ۲۳۰ الرّقم ۳۱۰۶ وص ۲۶۴ الرّقم ۳۷۷۶). وعدّه الشّيخ المفيد في رسالته العددية من الفقهاء الأعلام والرّؤساء المأخوذ منهم الحلال والحرام والفتيا والأحكام الّذين لا يطعن عليهم ، ولا طريق لذمّ واحد منهم . وعدّه ابن شهرآشوب من خواصّ أصحاب الصّادق عليه السلام ، المناقب: الجزء الرّابع باب إمامة أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد الصّادق عليه السلام . قال : عليّ بن الحسن : إنّ ابن أبي يعفور ثقة مات في حياة أبي عبد اللّه عليه السلام سنة الطّاعون ( رجال الكشّي : ج ۲ ص ۵۱۵ ح ۴۵۴ ) . ثمّ إنّ الكشّي ذكر عدّة روايات في المقام، منها ما هي مادحة ومنها ما لا دلالة فيها على المدح أو القدح . أمّا المادحة فهي كما يلي : وأبو محمّد الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير عن عدّة من أصحابنا قال : كان أبو عبد اللّه عليه السلام يقول : ما وجدت أحداً يقبل وصيّتي ويطيع أمري إلاّ عبد اللّه بن أبي يعفور ( ج ۲ ص ۵۱۴ ح ۴۵۳ ) . و ابن مسكان عن ابن أبي يعفور، قال : كان إذا أصابته هذه الأرواح فإذا اشتدّت به شرب الحسو من النبيذ فسكن عنه فدخل على أبي عبد اللّه عليه السلام فأخبره بوجعه وأنّه إذا شرب الحسو من النّبيذ سكن عنه، فقال له: لا تشربه فلمّا أن رجع إلى الكوفة هاج وجعه فأقبل أهله فلم يزالوا به حتّى شرب فساعة شرب منه سكن عنه. فعاد إلى أبي عبد اللّه عليه السلام فأخبره بوجعه وشربه، فقال له: يا ابن أبي يعفور لا تشرب فإنّه حرام إنّما هذا شيطان موكّل بك فلو قد يئس منك ذهب . فلمّا أن رجع إلى الكوفة هاج به وجعه أشد ما كان فأقبل أهله عليه فقال لهم: لا واللّه ما أذوق منه قطرة أبداً فآيسوا منه وكان يهمّ على شيء ولا يحلف فلمّا سمعوا أيسوا منه واشتد به الوجع أيّاماً ثمّ أذهب اللّه ما به عنه فما عاد إليه حتّى مات رحمة اللّه عليه . ( ج۲ ص ۵۱۶ ح ۴۵۹ ) . أبو حمزة معقل العجليّ عن عبد اللّه بن أبي يعفور، قال: قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام واللّه لو فلقت رمانة بنصفين فقلت: هذا حرام وهذا حلال لشهدت أنّ الّذي قلت حلال حلال وأنّ الّذي قلت حرام حرام، فقال: رحمك اللّه رحمك اللّه . ( ج ۲ ص ۵۱۸ ح ۴۶۲ ) . وزياد بن أبي الحلال ، قال : سمعت أبا عبد اللّه عليه السلام يقول : ما أحد أدى إلينا ما افترض اللّه عليه فينا إلاّ عبد للّه بن أبي يعفور . ( ج ۲ ص ۵۱۷ ح ۴۶۳ ) . أبو أسامة، قال: دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام لأودعه فقال لي : يا زيد ما لكم وللنّاس قد حملتم النّاس على أبي واللّه ما وجدت أحداً يطيعني ويأخذ بقولي إلاّ رجلاً واحداً رحمة اللّه عبد اللّه بن أبي يعفور فإنّي أمرته وأوصيته بوصيّة فاتّبع أمري وأخذ بقولي . ( ج ۲ ص ۵۱۹ ح ۴۶۴ ) . ومرّ في الرّقم ۴۶۱ . وأمّا بعض الرّوايات الّتي لا دلالة فيها على المدح أو القدح : عليّ بن أسباط ، عن شيخ من أصحابنا لم يسمّه، قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السلام فذكر عبد اللّه بن أبي يعفور رجل من أصحابنا، فنال منه فقال : مه قال : فتركه وأقبل علينا. فقال: هذا الذي يزعم أنّ له ورعاً وهو يذكر أخاه بما يذكره، قال: ثمّ تناول بيده اليسرى عارضه فنتف من لحيته حتّى رأينا الشّعر في يده، وقال: إنّها لشيبة سوء إن كنت أنّما أتولّى بقولكم وأبرأ منهم بقولكم ( ج ۲ ص ۵۱۵ ح ۴۵۵ ) . أبو العبّاس البقباق قال : تدارء ابن أبي يعفور ومعلّى بن خنيس ، فقال ابن أبي يعفور: الأوصياء علماء أبرار أتقياء، وقال ابن خنيس: الأوصياء أنبياء قال : فدخلا على أبي عبد اللّه عليه السلام قال : فلمّا استقرّ مجلسهما، قال: فبدأهما أبو عبد اللّه عليه السلام فقال: يا أبا عبد اللّه أبرأ ممّن قال أنا أنبياء . . . .( ج۲ ص۵۱۵ ـ ۴۵۶ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج4
    المساعدون :
    الفرجی، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1384 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 89691
الصفحه من 530
طباعه  ارسل الي