المكاتبات كالمشافهات في الاعتبار
أ ـ يقول الشارح بعد نقل صحيحة محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السلام في عدم فساد ماء البئر إلاّ أن يتغير طعمه أو ريحه ، والإشارة إلى علوّها وصراحتها ما هو صريح في هذا المعنى ، حيث قال : «وبعض الأصحاب ضعّف الخبر بأنّه مكاتبة وغفل عن المشافهة مع أنّ هذه المكاتبات لا تقصر عن المشافهات ، بل كانت عند القُدَماء أكثر اعتباراً من المشافهات ويباهون بها كما يظهر لمن تتبع آثارهم وسيجيء من الصَدوق أيضاً ما يشعر بما قلناه» . ۱
ب ـ في باب قضاء الصوم عن الميت ، يقول الصَدوق بعد نقل مكاتبة محمّد بن الحسن الصفّار : «قال مصنّف هذا الكتاب رحمه الله وهذا التوقيع عندي مع توقيعاته إلى محمّد بن الحسن الصفّار بخطّه عليه السلام » .
ويقول الشارح في ذيل كلامه : «ويفهم من مباهاة الصَدوق أنّ الاعتناء بالمكاتيب كان أكثر من المسانيد بالمشافهة كما هو الظاهر من أحوالهم ، وإن أمكن أن يكون المباهاة بخطّه عليه السلام المنسوب إليه» . ۲
تنبيه
قد عَرَفتَ هنا أنّ الشارح اعتقد بأنّ المكاتبات تساوي المشافهات في الاعتبار ، بل كانت عند القُدَماء أكثر اعتبارا ، لكن سيجيء في الباب الثالث نصّ كلامه الدالّ على أنّه يقول ما قاله المشهور من قصور حجّية مضمون المكاتبات بالنسبة إلى المشافهات ؛ لأنّ احتمال التَقِيّة فيها أزيد من غيرها وذلك لإمكان وقوعها في أيدي المخالفين . ومن البديهي أنَّ الإنكار والعذر يُسمعان في القول ولا يسمع شيء منهما في الكتابة . اللّهمَّ