437
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

ثُمَّ أقبَلَ عَلَينا فَقالَ : جِئتُما لِنُصرَتي ؟
فَقُلتُ : إنّي رَجُلٌ كَبيرُ السِّنِّ كَثيرُ الدَّينِ كَثيرُ العِيالِ ، وفي يَدي بَضائِعُ لِلنّاسِ ولا أدري ما يَكونُ ، وأكرَهُ أن اُضيعَ أمانَتي . وقالَ لَهُ ابنُ عَمّي مِثلَ ذلِكَ .
قالَ لَنا : فَانطَلِقا فَلا تَسمَعا لي واعِيَةً ، ولا تَرَيا لي سَوادا ؛ فَإِنَّهُ مَن سَمِعَ واعِيَتَنا أو رَأى سَوادَنا فَلَم يُجِبنا ولَم يُغِثنا ، كانَ حَقّا عَلَى اللّهِ عز و جل أن يُكِبَّهُ عَلى مَنخِرَيهِ فِي النّارِ . ۱

ج ـ عُبَيدُ اللّهِ بنُ الحُرِّ الجُعفِيُّ

۷۱۲.الأمالي عن عبد اللّه بن منصور عن جعفر بن محمّد عن أبيه عن جدّه عليهم السلام :سارَ الحُسَينُ عليه السلام حَتّى نَزَلَ القُطقُطانَةَ ۲ ، فَنَظَرَ إلى فُسطاطٍ مَضروبٍ ، فَقالَ : لِمَن هذَا الفُسطاطُ ؟
فَقيلَ : لِعُبَيدِ اللّهِ بنِ الحُرِّ الجُعفِيِّ .
فَأَرسَلَ إلَيهِ الحُسَينُ عليه السلام فَقالَ : أيُّهَا الرَّجُلُ ، إنَّكَ مُذنِبٌ خاطِئٌ ، وإنَّ اللّهَ عز و جلآخِذُكَ بِما أنتَ صانِعٌ إن لَم تَتُب إلَى اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى في ساعَتِكَ هذِهِ فَتَنصُرَني ، ويَكونَ جَدّي شَفيعَكَ بَينَ يَدَيِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالى .
فَقالَ : يَابنَ رَسولِ اللّهِ ، وَاللّهِ لَو نَصَرتُكَ لَكُنتُ أوَّلَ مَقتولٍ بَينَ يَدَيكَ ، ولكِن هذا فَرَسي خُذهُ إلَيكَ ، فَوَاللّهِ ما رَكِبتُهُ قَطُّ وأنَا أرومُ شَيئا إلاّ بَلَغتُهُ ، ولا أرادَني أحَدٌ إلاّ نَجَوتُ عَلَيهِ ، فَدونَكَ فَخُذهُ .
فَأَعرَضَ عَنهُ الحُسَينُ عليه السلام بِوَجهِهِ ، ثُمَّ قالَ : لا حاجَةَ لَنا فيكَ ولا في فَرَسِكَ ، «وَ مَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا »۳ ، ولكِن فِرَّ ، فَلا لَنا ولا عَلَينا ؛ فَإِنَّهُ مَن سَمِعَ واعِيَتَنا أهلَ

1.ثواب الأعمال : ص ۳۰۹ ح ۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۸۴ ح ۱۲ .

2.القُطْقُطانة : موضع قرب الكوفة من جهة البرّيّة بالطفّ (معجم البلدان : ج ۴ ص ۳۷۴) .

3.الكهف : ۵۱ .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
436

ب ـ الضَّحّاكُ بنُ عَبدِ اللّهِ المَشرِقِيُّ

۷۱۰.تاريخ الطبري عن الضحّاك بن عبد اللّه المشرقي :قَدِمتُ ومالِكَ بنَ النَّضرِ الأَرحَبِيَّ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَسَلَّمنا عَلَيهِ ثُمَّ جَلَسنا إلَيهِ ، فَرَدَّ عَلَينا ورَحَّبَ بِنا وسَأَلَنا عَمّا جِئنا لَهُ .
فَقُلنا : جِئنا لِنُسَلِّمَ عَلَيكَ ونَدعُوَ اللّهَ لَكَ بِالعافِيَةِ ، ونُحدِثَ بِكَ عَهدا ، ونُخبِرَكَ خَبَرَ النّاسِ ، وإنّا نُحَدِّثُكَ أنَّهُم قَد جَمَعوا عَلى حَربِكَ فَرَ رَأيَكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : حَسبِيَ اللّهُ ونِعمَ الوَكيلُ .
قالَ : فَتَذَمَّمنا ۱ وسَلَّمنا عَلَيهِ ودَعَونَا اللّهَ لَهُ .
قالَ : فَما يَمنَعُكُما مِن نُصرَتي ؟
فَقالَ مالِكُ بنُ النَّضرِ : عَلَيَّ دَينٌ ولي عِيالٌ . فَقُلتُ لَهُ : إنَّ عَلَيَّ دَينا وإنَّ لي لَعِيالاً ، ولكِنَّكَ إن جَعَلتَني في حِلٍّ مِنَ الاِنصِرافِ ، إذا لَم أجِد مُقاتِلاً قاتَلتُ عَنكَ ما كانَ لَكَ نافِعا وعَنكَ دافِعا .
قالَ : قالَ : فَأَنتَ في حِلٍّ . فَأَقَمتُ مَعَهُ ۲ . ۳

۷۱۱.ثواب الأعمال عن عمرو بن قيس المشرقي :دَخَلتُ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام أنَا وَابنُ عَمٍّ لي وهُوَ في قَصرِ بَني مُقاتِلٍ ، فَسَلَّمنا عَلَيهِ ، فَقالَ لَهُ ابنُ عَمّي : يا أبا عَبدِ اللّهِ ، هذَا الَّذي أرى خِضابٌ أو شَعرُكَ ؟
فَقالَ : خِضابٌ ، وَالشَّيبُ إلَينا بَني هاشِمٍ يَعجَلُ .

1.التّذَمُّمُ : هو أن يحفظ ذِمامَهُ ـ عهده وحرمته وحقّه ـ ويطرح عن نفسه ذمّ الناس له ، إن لم يحفظه (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۶۴۵ «ذمم») .

2.كان الضحّاك في المعركة بين أصحاب الإمام عليه السلام ، فلمّا رأى الأصحاب قد اُصيبوا ترك المعركة بعد اليأس من الفتح بإذن الإمام (راجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۴۴) .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۱۸ .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 191448
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي