419
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

وهُوَ بَعدَ ذلِكَ مُرتَهَنٌ بِاكتِسابِهِ ، مُستَوقَفٌ عَلى حِسابِهِ ، لا وَزيرَ لَهُ يَمنَعُهُ ، ولا ظَهيرَ عَنهُ يَدفَعُهُ ، ويَومَئِذٍ «لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَـنُهَا لَمْ تَكُنْ ءَامَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِى إِيمَـنِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ»۱ .
اُوصيكُم بِتَقوَى اللّهِ ، فَإِنَّ اللّهَ قَد ضَمِنَ لِمَنِ اتَّقاهُ أن يُحَوِّلَهُ عَمّا يَكرَهُ إلى ما يُحِبُّ ، ويَرزُقَهُ مِن حَيثُ لا يَحتَسِبُ ، فَإِيّاكَ أن تَكونَ مِمَّن يَخافُ عَلَى العِبادِ مِن ذُنوبِهِم ويَأمَنُ العُقوبَةَ مِن ذَنبِهِ ، فَإِنَّ اللّهَ تَبارَكَ وتَعالى لا يُخدَعُ عَن جَنَّتِهِ ، ولا يُنالُ ما عِندَهُ إلاّ بِطاعَتِهِ إن شاءَ اللّهُ . ۲

۶۸۲.الكافي عن الفضل بن أبي قرّة عن أبي عبد اللّه عليه السلام :كَتَبَ رَجُلٌ إلَى الحُسَينِ ـ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ ـ : عِظني بِحَرفَينِ .
فَكَتَبَ إلَيهِ : مَن حاوَلَ أمرا بِمَعصِيَةِ اللّهِ ، كانَ أفوَتَ لِما يَرجو وأسرَعَ لِمَجيءِ ما يَحذَرُ . ۳

۶۸۳.محاضرات الاُدباء :قالَ رَجُلٌ لِلحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام : مَن أشرَفُ النّاسِ ؟
فَقالَ عليه السلام : مَنِ اتَّعَظَ قَبلَ أن يوعَظَ ، وَاستَيقَظَ قَبلَ أن يوقَظَ .
فَقالَ : أشهَدُ أنَّ هذا هُوَ السَّعيدُ . ۴

۶۸۴.مقتل الحسين :قيلَ : كانَ مَكتوبا عَلى سَيفِ الحُسَينِ عليه السلام : البَخيلُ مَذمومٌ ، وَالحَريصُ مَحرومٌ ، وَالحَسودُ مَغمومٌ . ۵

1.الأنعام : ۱۵۸ .

2.تحف العقول : ص ۲۳۹ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۱۲۰ ح ۳ .

3.الكافي : ج ۲ ص ۳۷۳ ح ۳ ، تحف العقول : ص ۲۴۸ وفيه كلام الإمام فقط ، بحار الأنوار : ج ۷۳ ص ۳۹۲ ح ۳ .

4.محاضرات الاُدباء : ج ۴ ص ۳۸۸ .

5.مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۷۲ .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
418

الفصل الرّابِعُ : جوامع الحكم الحسينيّة

۶۸۱.تحف العقول عن الإمام الحسين عليه السلام :اُوصيكُم بِتَقوَى اللّهِ ، واُحَذِّرُكُم أيّامَهُ ، وأرفَعُ لَكُم أعلامَهُ ، فَكَأَنَّ المَخوفَ قَد أفِدَ ۱ بِمَهولِ وُرودِهِ ، ونَكيرِ حُلولِهِ ، وبَشِعِ مَذاقِهِ ، فَاعتَلَقَ مُهَجَكُم ، وحالَ بَينَ العَمَلِ وبَينَكُم ، فَبادِروا بِصِحَّةِ الأَجسامِ في مُدَّةِ الأَعمارِ ، كَأَنَّكُم بِبَغَتاتِ ۲ طَوارِقِهِ ۳ فَتَنقُلُكُم مِن ظَهرِ الأَرضِ إلى بَطنِها ، ومِن عُلوِها إلى سُفلِها ، ومِن اُنسِها إلى وَحشَتِها ، ومِن رَوحِها وضَوئِها إلى ظُلمَتِها ، ومِن سَعَتِها إلى ضيقِها ، حَيثُ لا يُزارُ حَميمٌ ، ولا يُعادُ سَقيمٌ ، ولا يُجابُ صَريخٌ ، أعانَنَا اللّهُ وإيّاكُم عَلى أهوالِ ذلِكَ اليَومِ ، ونَجّانا وإيّاكُم مِن عِقابِهِ وأوجَبَ لَنا ولَكُمُ الجَزيلَ مِن ثَوابِهِ .
عِبادَ اللّهِ ! فَلَو كانَ ذلِكَ قَصرَ مَرماكُم ، ومَدى مَظعَنِكُم ۴ ، كانَ حَسبُ العامِلِ شُغُلاً يَستَفرِغُ عَلَيهِ أحزانَهُ ، ويُذهِلُهُ عَن دُنياهُ ، ويُكثِرُ نَصَبَهُ لِطَلَبِ الخَلاصِ مِنهُ ۵ ، فَكَيفَ

1.أفِدَ : دنا وقتُه وقرُب (النهاية : ج ۱ ص ۵۵ «أفد») .

2.بَغْتَةً : أي فجأة (الصحاح : ج ۱ ص ۲۴۳ «بغت») .

3.طَرَقَ القَومَ : جاءهم ليلاً فهو طارق (تاج العروس : ج ۱۳ ص ۲۹۰ «طرق») .

4.ظَعَنَ : سارَ (الصحاح : ج ۶ ص ۲۱۵۹ «ظعن») .

5.أي : لو كانت الدنيا آخر أمركم وليس وراءها شيء ، لجدير بأنّ الإنسان يجدّ ويتعب ويسعى لطلب الخلاص من الموت وتبعاته ويشغل عن غيره (هامش المصدر) .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 190283
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي