213
جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)

۳۳۲.مسند البزّار عن زياد بن المنذر عن محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه عن جدّه عن عليّ عليهم السلام: لَمّا أرادَ اللّهُ أن يُعَلِّمَ رَسولَهُ الأَذانَ أتاهُ جِبريلُ صَلَّى اللّهُ عَلَيهِما بِدابَّةٍ يُقالُ لَهَا البُراقُ ، فَذَهَبَ يَركَبُها ، فَاستَصعَبَت ، فَقالَ لَها جِبريلُ : اُسكُني ، فَوَاللّهِ ما رَكِبَكَ عَبدٌ أكرَمَ عَلَى اللّهِ مِن مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، قالَ : فَرَكِبَها ، حَتَّى انتَهى إلَى الحِجابِ الَّذي يَلِي الرَّحمنَ تَبارَكَ وتَعالى .
قالَ : فَبَينَما هُوَ كَذلِكَ ، إذ خَرَجَ مَلَكٌ مِنَ الحِجابِ ، فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : يا جِبريلُ مَن هذا ؟
قالَ : وَالَّذي بَعَثَكَ بِالحَقِّ ، إنّي لَأَقرَبُ الخَلقِ مَكانا وإنَّ هذَا المَلَكَ ما رَأَيتُهُ مُنذُ خُلِقتُ قَبلَ ساعَتي هذِهِ !
فَقالَ المَلَكُ : اللّهُ أكبَرُ ، اللّهُ أكبَرُ . قالَ : فَقيلَ لَهُ مِن وَراءِ الحِجابِ : صَدَقَ عَبدي ، أنَا أكبَرُ أنَا أكبَرُ .
ثُمَّ قالَ المَلَكُ : أشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ . قالَ : فَقيلَ لَهُ مِن وَراءِ الحِجابِ : صَدَقَ عَبدي ، أنَا لا إلهَ إلاّ أنَا .
قالَ : فَقالَ المَلَكُ : أشهَدُ أنَّ مُحَمَّدا رَسولُ اللّهِ . قالَ : فَقيلَ مِن وَراءِ الحِجابِ : صَدَقَ عَبدي ، أنَا أرسَلتُ مُحَمَّدا .
قالَ المَلَكُ : حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حَيَّ عَلَى الفَلاحِ ، قَد قامَتِ الصَّلاةُ .
ثُمَّ قالَ المَلَكُ : اللّهُ أكبَرُ اللّهُ أكبَرُ . قالَ : فَقيلَ مِن وَراءِ الحِجابِ : صَدَقَ عَبدي ، أنَا أكبَرُ أنَا أكبَرُ .
ثُمَّ قالَ : لاإلهَ إلاَّ اللّهُ . قالَ : فَقيلَ مِن وَراءِ الحِجابِ : صَدَقَ عَبدي ، لا إلهَ إلاّ أنَا .


جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
212

الفصلُ الثّاني : الأذان

2 / 1

بَدءُ تَشريعِ الأَذانِ ۱

۳۳۱.دعائم الإسلام بإسناده عن الحسين بن عليّ عليه السلام۲ : أنَّهُ سُئِلَ عَن قَولِ النّاسِ فِي الأَذانِ أنَّ السَّبَبَ كانَ فيهِ رُؤيا رَآها عَبدُ اللّهِ بنُ زَيدٍ ، فَأَخبَرَ بِهَا النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ، فَأَمَرَ بِالأَذانِ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : الوَحيُ يَتَنَزَّلُ عَلى نَبِيِّكُم وتَزعُمونَ أنَّهُ أخَذَ الأَذانَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ زَيدٍ ، وَالأَذانُ وَجهُ دينِكُم ! وغَضِبَ عليه السلام ثمَّ قالَ : بَل سَمِعتُ أبي عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ رِضوانُ اللّهِ عَلَيهِ وصَلَواتُهُ يَقولُ :
أهبَطَ اللّهُ عز و جل مَلَكا ، حَتّى عَرَجَ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ وذَكَرَ حَديثَ الإِسراءِ بِطولِهِ ، اختَصَرناهُ نَحنُ هاهُنا ، قالَ فيهِ : ـ وبَعَثَ اللّهُ مَلَكا لَم يُرَ فِي السَّماءِ قَبلَ ذلِكَ الوَقتِ ولا بَعدَهُ ، فَأَذَّنَ مَثنى وأقامَ مَثنى ، وذَكَرَ كَيفِيَّةَ الأَذانِ .
وقالَ جَبرائيلُ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه و آله : يا مُحَمَّدُ ، هكَذا أذِّن لِلصَّلاةِ . ۳

1.ولمزيد من التوضيح راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۲ عنوان «الأذان» .

2.في المصدر هنا زيادة : «عن عليّ صلوات اللّه عليه» ، وهي من سهو النسّاخ والصواب ما أثبتناه من بحار الأنوار .

3.دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۱۴۲ عن الإمام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام ، الجعفريّات : ص ۴۲ عن الإمام الكاظمعن آبائه عليهم السلام ، بحار الأنوار : ج ۸۴ ص ۱۵۶ ح ۵۴ .

  • نام منبع :
    جواهر الحکمة للإمام أبي عبد الله الحسين(ع)
    المساعدون :
    الطباطبایی،محمود ، الطباطبایی، روح الله
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 190406
الصفحه من 598
طباعه  ارسل الي