653
نهج الدعاء

فَقالَ : إنَّهُ لَكاذِبٌ .
قالَ المَنصورُ : إنّي اُحَلِّفُهُ ، فَإِن حَلَفَ كَفَيتُ نَفسي مُؤنَتَكَ .
فَقالَ الصّادِقُ عليه السلام : إنَّهُ إذا حَلَفَ كاذِبا باءَ بِإِثمٍ .
فَقالَ المَنصورُ لِحاجِبِهِ : حَلِّف هذَا الرَّجُلَ عَلى ما حَكاهُ عَن هذا ـ يَعنِي الصّادِقَ عليه السلام ـ فَقالَ لَهُ الحاجِبُ : قُل : وَاللّهِ الَّذي لا إلهَ إلاّ هُوَ ، وجَعَلَ يُغَلِّظُ عَلَيهِ اليَمينَ .
فَقالَ الصّادِقُ عليه السلام : لا تُحَلِّفهُ هكَذا ؛ فَإِنّي سَمِعتُ أبي يَذكُرُ عَن جَدّي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّهُ قالَ : إنَّ مِنَ النّاسِ مَن يَحلِفُ كاذِبا فَيُعَظِّمُ اللّهَ في يَمينِهِ ، ويَصِفُهُ بِصِفاتِهِ الحُسنى ، فَيَأتي تَعظيمُهُ للّهِِ عَلى إثمِ كَذِبِهِ ويَمينِهِ فَيُؤَخِّرُ عَنهُ البَلاءَ ، ولكِن دَعني اُحَلِّفهُ بِاليَمينِ الَّتي حَدَّثَني بِها أبي عَن جَدّي عَن رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله أنَّهُ لا يَحلِفُ بِها حالِفٌ إلاّ باءَ ۱ بِإِثمِهِ . فَقالَ المَنصورُ : فَحَلِّفهُ إذا يا جَعفَرُ .
فَقالَ الصّادِقُ عليه السلام لِلرَّجُلِ: قُل : إن كُنتُ كاذِبا عَلَيكَ فَقَد بَرِئتُ مِن حَولِ اللّهِ وقُوَّتِهِ ولَجَأتُ إلى حَولي وقُوَّتي . فَقالَهَا الرَّجُلُ .
فَقالَ الصّادِقُ عليه السلام : اللّهُمَّ إن كانَ كاذِبا فَأَمِتهُ .
فَمَا استَتَمَّ كَلامَهُ حَتّى سَقَطَ الرَّجُلُ مَيِّتا ، وَاحتُمِلَ وَمُضِيَ بِهِ . ۲

1.أبوءُ بذنبي أي ألتزمُ وأرجعُ وأُقرُّ ، وأصلُ البواءِ اللُّزوم . ويبوء بإثمهِ وإثم صاحبه : أي كان عليه عقوبة ذنبهِ وعقوبة قتل صاحبه (النهاية : ج ۱ ص ۱۵۹ «بوأ») .

2.الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۷۶۳ ح ۸۴ عن الإمام الرضا عليه السلام ، وراجع الإرشاد : ج ۲ ص ۱۸۳ وكشف الغمّة : ج ۲ ص ۳۸۰ وبحار الأنوار : ج ۴۷ ص ۱۷۲ ح ۱۹ .


نهج الدعاء
652

۱۵۷۹.التدوين عن موسى بن عبيدة العسكري :سَعى رَجُلٌ بِجَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام إلى أبي جَعفَرٍ [المَنصورِ] بِأَنَّهُ نالَ مِنكَ وقالَ فيكَ ، فَاُحضِرَ جَعفَرٌ عليه السلام ، قالَ جَعفَرٌ عليه السلام : مَعاذَ اللّهِ ! فَقالَ السّاعي : بَلى ، نِلتَ مِن أميرِ المُؤمِنينَ ، وقُلتَ فيهِ كَذا وكَذا .
فَقالَ جَعفَرٌ عليه السلام : حَلِّفهُ بِاللّهِ ـ يا أميرَ المُؤمِنينَ ـ ثُمَّ افعَل ما شِئتَ . فَحَلَفَ الرَّجُلُ ، فَقالَ لَهُ جَعفَرٌ عليه السلام : إن حَلَفتَ كاذِبا أخرَجَ اللّهُ مِنكَ كُلَّ قُوَّةٍ أعطاكَ . فَقالَ : نَعَم .
فَقامَ الرَّجُلُ ـ مِن ساعَتِهِ ـ أعمى ، أصَمَّ ، أشَلَّ ، أعرَجَ ، وخَطا خُطوَتَينِ ، وَارتَعَدَ ، وسَقَطَ وماتَ . ۱

۱۵۸۰.الإمام الكاظم عليه السلام :جاءَ رَجُلٌ إلى جَعفَرِ بنِ مُحَمَّدٍ عليه السلام فَقالَ : اُنجُ بِنَفسِكَ ، فَهذا فُلانُ بنُ فُلانٍ قَد وَشى بِكَ إلَى المَنصورِ ، وذَكَرَ أنَّكَ تَأخُذُ البَيعَةَ لِنَفسِكَ عَلَى النّاسِ، لِتَخرُجَ عَلَيهِم .
فَتَبَسَّمَ وقالَ : يا أبا عَبدِ اللّه ، لا تَرُع ؛ فَإِنَّ اللّهَ إذا أرادَ إظهارَ فَضيلَةٍ كُتِمَت أو جُحِدَت ، أثارَ عَلَيها حاسِدا باغِيا يُحَرِّكُها حَتّى يُبَيِّنَهَا ، اقعُد مَعي حَتّى يَأتِيَ الطَّلَبُ فَتَمضِيَ مَعي إلى هُناكَ ، حَتّى تُشاهِدَ ما يَجري مِن قُدرَةِ اللّهِ الَّتي لا مَعدِلَ لَها عَن مُؤمِنٍ .
فَجاءَ الرَّسولُ وقالَ : أجِب أميرَ المُؤمِنينَ . فَخَرَجَ الصّادِقُ عليه السلام ودَخَلَ وقَدِ امتَلَأَ المَنصورُ غَيظا وغَضَبا ، فَقالَ لَهُ : أنتَ الَّذي تَأخُذُ البَيعَةَ لِنَفسِكَ عَلَى المُسلِمينَ تُريدُ أن تُفَرِّقَ جَماعَتَهُم ، وتَسعى في هَلَكَتِهِم ، وتُفسِدَ ذاتَ بَينِهِم ؟!
فَقالَ الصّادِقُ عليه السلام : ما فَعَلتُ شَيئا مِن هذا .
قالَ المَنصورُ : فَهذا فُلانٌ يَذكُرُ أنَّكَ فَعَلتَ كَذا ، وأنَّهُ أحَدُ مَن دَعَوتَهُ إلَيكَ .

1.التدوين في أخبار قزوين : ج ۱ ص ۴۳۰ .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 234187
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي