29
نهج الدعاء

النّارِ مُعذَّبينَ ... أمَّا اللَّيلَ فَصافّونَ أقدامَهُم ، تَجري ۱ دُموعُهُم عَلى خُدودِهِم ، يَجأَرونَ ۲ إلى رَبِّهِم : رَبَّنا رَبَّنا ، يَطلُبونَ فَكاكَ رِقابِهِم . ۳

۲۲.الإمام زين العابدين عليه السلام :صَلّى أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام الفَجرَ ، ثُمَّ لَم يَزَل في مَوضِعِهِ حَتّى صارَتِ الشَّمسُ عَلى قيدِ رُمحٍ ، وأقبَلَ عَلَى النّاسِ بِوَجهِهِ ، فَقالَ :
وَاللّهِ ، لَقَد أدرَكتُ أقواما يَبيتونَ لِرَبِّهِم سُجَّدا وقِياما ، يُخالِفونَ بَينَ جِباهِهِم ورُكَبِهِم ۴ ، كَأَنَّ زَفيرَ النّارِ في آذانِهِم ، إذا ذُكِرَ اللّهُ عِندَهُم مادوا ۵ كَما يَميدُ الشَّجَرُ ، كَأَنَّمَا القَومُ باتوا غافِلينَ .
قالَ : ثُمَّ قامَ ، فَما رُئِيَ ضاحِكا حَتّى قُبِضَ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيهِ . ۶

۲۳.الإمام الباقر عليه السلام :صَلّى أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام بِالنّاسِ الصُّبحَ بِالعِراقِ ، فَلَمَّا انصَرَفَ وَعَظَهُم فَبَكى وأبكاهُم مِن خَوفِ اللّهِ ، ثُمَّ قالَ :
أما وَاللّهِ ، لَقَد عَهِدتُ أقواما عَلى عَهدِ خَليلي رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وإنَّهُم لَيُصبِحونَ

1.في المصدر : «يجري» ، وما أثبتناه من بقيّة المصادر.

2.جأر الرجل إلى اللّه عز و جل : أي تضرّع بالدعاء (الصحاح : ج ۲ ص ۶۰۷ «جأر») .

3.تاريخ دمشق : ج ۴۲ ص ۴۹۳ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۶ كلاهما عن أوفى بن دلهم؛ الكافي : ج ۲ ص ۱۳۲ ح ۱۵ عن أبي حمزة عن الإمام الباقر عن الإمام زين العابدين عليهماالسلام ، التمحيص : ص ۷۱ ح ۱۷۰ ، الأمالي للصدوق : ص ۶۶۷ ح ۸۹۷ عن عبد الرحمن بن كثير عن الإمام الصادق عن أبيه عنه عليهم السلام وكلاهما نحوه .

4.أي يضعون جباههم على التراب خلف ركبهم ؛ يأتون بأحدهما عقب الآخر ، وهو قريب من المراوحة (مرآة العقول : ج ۹ ص ۲۵۰) .

5.ماد يميد : إذا مال وتحرّك (النهاية : ج ۴ ص ۳۷۹ «ميد») . مادوا : أي اضطربوا وتحرّكوا من الخوف ، وهو تلميح إلى قوله تعالى : «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ» (مرآة العقول : ج ۹ ص ۲۵۱) .

6.الكافي : ج ۲ ص ۲۳۶ ح ۲۲ ، أعلام الدين : ص ۱۱۱ كلاهما عن أبي حمزة ، الأمالي للمفيد : ص ۱۹۶ ح ۳۰ ، الزهد للحسين بن سعيد : ص ۲۳ ح ۵۲ كلاهما عن أبي أراكة نحوه ، مشكاة الأنوار : ص ۱۲۲ ح ۲۸۹ ، بحار الأنوار : ج ۴۲ ص ۲۴۷ ح ۴۹؛ تاريخ دمشق : ج ۴۲ ص ۴۹۲ ، عيون الأخبار لابن قتيبة : ج ۲ ص ۳۰۱ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۶ والثلاثة الأخيرة عن أبي أراكة نحوه ، كنز العمّال : ج ۱۶ ص ۲۰۰ ح ۴۴۲۲۲ .


نهج الدعاء
28

قالَ : الأَوّاهُ الخاشِعُ الدَّعّاءُ المُتَضَرِّعُ ، ثُمَّ قَرَأَ «إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَأَوَّ هٌ حَلِيمٌ» .۱

۱۷.الكافي عن زرارة عن الإمام الباقر عليه السلام ، قال :قُلتُ : «إِنَّ إِبْرَ هِيمَ لَأَوَّ هٌ حَلِيمٌ» ؟ قالَ : الأَوّاهُ هُوَ الدَّعّاءُ . ۲

۱۸.المعجم الكبير عن عقبة بن عامر :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله قالَ لِرَجُلٍ يُقالُ لَهُ ذُو البِجادَينِ : «إنَّهُ أوّاهٌ» ، وذلِكَ أنَّهُ كانَ يُكثِرُ ذِكرَ اللّهِ بِالقُرآنِ وَالدُّعاءِ . ۳

۱۹.الإمام الصادق عليه السلام :كانَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام رَجُلاً دَعّاءً . ۴

۲۰.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ في وَصِيَّتِهِ لِأَبي ذَرٍّ ـ: يا أباذَرٍّ ، طوبى لِلزّاهِدينَ فِي الدُّنيا ، الرّاغِبينَ فِي الآخِرَةِ ، الَّذينَ اتَّخَذوا أرضَ اللّهِ بِساطا ، وتُرابَها فِراشا ، وماءَها طيبا ، وَاتَّخَذُوا الكِتابَ شِعارا ۵ ، وَالدُّعاءَ للّهِِ دِثارا . ۶

۲۱.الإمام عليّ عليه السلام :إنَّ للّهِِ عِبادا كَمَن رَأى أهلَ الجَنَّةِ فِي الجَنَّةِ مُخَلَّدينَ ، وأهلَ النّارِ فِي

1.الزهد لابن المبارك : ص ۴۰۵ ح ۱۱۵۳ .

2.الكافي : ج ۲ ص ۴۶۶ ح ۱ ، تفسير العيّاشي : ج ۲ ص ۱۱۴ ح ۱۴۷ وص ۱۵۴ ح ۵۱ عن عبد الرحمن ، دعائم الإسلام : ج ۱ ص ۱۶۶ كلاهما عن الإمام الصادق عليه السلام ، تفسير القمّي : ج ۱ ص ۳۰۶ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۲۹۳ ح ۲۱ .

3.المعجم الكبير : ج ۱۷ ص ۲۹۵ ح ۸۱۳ ، الدرّ المنثور : ج ۴ ص ۳۰۵ نقلاً عن ابن مردويه .

4.الكافي : ج ۲ ص ۴۶۸ ح ۸ عن ابن القدّاح ، عدّة الداعي : ص ۱۹۱ و ص ۳۳ ، بحار الأنوار : ج ۹۳ ص ۳۰۴ ح ۳۹ .

5.الشِّعار : ما تحت الدِّثار من اللباس؛ وهو ما يلي شعر الجسد؛ أي اتّخذوه لكثرة ملازمته بالقراءة بمنزلة الشّعار . ودِثارا : أي سلاحا يقي البدن كالدثار (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۹۵۷ «شعر») .

6.الأمالي للطوسي : ص ۵۳۲ ح ۱۱۶۲ ، مكارم الأخلاق : ج ۲ ص ۳۷۰ ح ۲۶۶۱ كلاهما عن أبي ذرّ ، نهج البلاغة : الحكمة ۱۰۴ ، الأمالي للمفيد : ص ۱۳۳ ح ۱ ، الخصال : ص ۳۳۷ ح ۴۰ وفيه «والقرآن دثارا والدعاء شعارا» ، خصائص الأئمّة عليهم السلام : ص ۹۷ والأربعة الأخيرة عن نوف البكالي عن الإمام عليّ عليه السلام في وصيّته له ، بحار الأنوار : ج ۷۷ ص ۸۱ ح ۳؛ تاريخ بغداد : ج ۷ ص ۱۶۲ ، تاريخ دمشق : ج ۶۲ ص ۳۰۴ كلاهما عن نوف البكالي عن الإمام عليّ عليه السلام .

  • نام منبع :
    نهج الدعاء
    المساعدون :
    افقی، رسول؛ سرخئی، احسان
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1386 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 234229
الصفحه من 787
طباعه  ارسل الي