أصله وأقوال العلماء فيه :

قال النجاشي : «زيد الزرّاد : كوفي ، روى عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، أخبرنا محمّد بن محمّد قال : حدّثنا جعفر بن محمّد قال : حدّثنا أبي وعلي بن الحسين بن موسى قالا : حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم قال : حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد ، عن ابن أبي عمير ، عن زيد بكتابه» ^۱ .
وقال الشيخ في الفهرست : «زيد النرسي وزيد الزرّاد لهما أصلان لم يروِهما محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه ، وقال في فهرسته : لم يروِهما محمّد بن الحسن بن الوليد ، وكان يقول : هما موضعان ، وكذلك كتاب خالد بن عبد اللّه بن سدير ، وكان يقول : وضع هذه الأُصول محمّد بن موسى الهمداني ، وكتاب زيد النرسي رواه ابن أبي عمير عنه» ^۲ .
وقال ابن الغضائري : «زيد الزرّاد كوفي وزيد النرسي رويا عن أبي عبد اللّه عليه السلام . قال أبو جعفر ابن بابويه : إنّ كتابهما موضوع ؛ وضعه محمّد بن موسى السمّان . وغلط أبو جعفر في هذا القول ؛ فإنّي رأيت كتبهما عتقا مسموعة عن محمّد بن أبي عمير» ^۳ .
وقد طبع أصل زيد الزرّاد في قم ضمن مجموعة الأُصول الستّة عشر سنة (1400 ه) ، ويحتوي على خمس وثلاثين رواية عن أبي عبداللّه عليه السلام ، منها رواية غريبة نذكرها في آخر الترجمة .
قال أبو الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيّوب القمّي في بداية الأصل :
«حدّثنا أبو محمّد هارون بن موسى التلعكبري قال : حدّثنا أبو علي محمّد بن همّام قال : أخبرنا حميد بن زياد ، عن حمّاد قال : حدّثنا عبد اللّه بن أحمد بن نهيك أبو العبّاس قال : حدّثنا محمّد بن أبي عمير ، عن زيد الزرّاد» ^۴ .
وقال في آخر الأصل : «تمّ كتاب زيد الزرّاد ، و فرغ من نسخه من أصل أبي الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيّوب القمّي (أيّده اللّه ) في يوم الخميس لليلتين بقيتا من ذي القعدة من سنة أربع و سبعين ثلاثمئة ، ويتلوه كتاب أبو سعيد العصفري ، والحمد للّه ، والصلاة على محمّد وآله» ^۵ .
إذا ، جاء أصل زيد الزرّاد بطرق متعدّدة تنتهي إلى ابن أبي عمير ، وليس كما قال الشيخ الصدوق فيه من أنّه موضوع ؛ وضعه محمّد بن موسى الهمداني ؛ فقد رواه النجاشي بطريق صحيح ، والشيخ الطوسي بطريق صحيح كذلك ^۶ ، ورواه ناسخه أبو الحسن محمّد بن الحسن بن الحسين بن أيّوب القمّي عن هارون بن موسى بطريق آخر .
وقال ابن الغضائري : «وغلط أبو جعفر في هذا القول ؛ فإنّي رأيت كتبهما عتقا مسموعة عن محمّد بن أبي عمير» ^۷ .
وأمّا وثاقته : فقد ذكره ابن داوود في القسم الأوّل من رجاله المختصّ بالموثّقين والمهملين اعتمادا على رجال النجاشي ^۸ ، وذكره العلاّمة الحلّي في القسم الثاني من خلاصة الأقوال ، وبعد نقل أقوال الشيخ الطوسي وابن الغضائري قال : «والذي قاله الشيخ عن ابن بابويه وابن الغضائري لا يدلّ على طعن في الرجلين ، فإن كان توقّف ففي رواية الكتابين ، ولم أجد لأصحابنا تعديلاً لهما ولا طعنا فيهما ، توقّفت عن
قبول روايتهما» ^۹ .
وذكره الجزائري في القسم الرابع من رجاله المختصّ برواة الضعاف . ^۱۰
واستدلّ الوحيد البهبهاني على وثاقته برواية ابن أبي عمير عنه الذي لا يروي إلاّ عن ثقة ^۱۱ ، ورواية الحسن بن محبوب عنه ؛ لأنّه من أصحاب الإجماع ^۱۲ .
وقال البهبهاني : «ومضى في الفوائد ما يؤيّد أقوالهم وعدم الطعن فيهم ، مضافا إلى أنّ الراوي ابن أبي عمير» ^۱۳ .
وقال السيّد الخوئي : «قد ثبت رواية هؤلاء عن الضعفاء في موارد ذكر جملة منها الشيخ بنفسه ، ولا أدري كيف يدّعي هؤلاء أنّهم لا يروون عن الضعفاء؟! هذا ابن أبي عمير روى عن علي بن أبي حمزة والحسين بن أحمد المنقري ويونس بن ظبيان وعلي بن حديد ، وقد ضعّفهم الشيخ والنجاشي» ^۱۴ .