أقوال العلماء فيه :

قال الكشّي في علي بن حديد بن حكيم : «قال نصر بن الصباح : علي بن حديد بن حكيم فطحي من أهل الكوفة ، وكان أدرك الرضا عليه السلام » ^۱ .
وكونه فطحيّاً غير ثابت ؛ لأنّه انفرد به نصر بن الصباح الضعيف المغالي .
وفي ترجمة يونس بن عبد الرحمن قال : عن آدم بن محمّد القلانسي البلخي قال : حدّثني علي بن محمّد القمّي قال : حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى القمّي ، عن يعقوب بن يزيد ، عن أبيه يزيد بن حمّاد ، عن أبي الحسن عليه السلام ، قال : قلت له : أُصلّي خلف من لاأعرف؟ فقال : «لاتصلِّ إلاّ خلف من تثق بدينه» . فقلت له : أُصلّي خلف يونس وأصحابه؟ فقال : «يأبى ذلك عليكم علي بن حديد» . قلت : آخذ بذلك في قوله؟ قال : «نعم» ـ قال : ـ فسألت علي بن حديد عن ذلك ، فقال :
لا تصلِّ خلفه ولا خلف أصحابه ^۲ .
والرواية ضعيفة السند بآدم بن محمّد القلانسي وعلي بن أحمد القمّي .
وقال في ترجمة هشام بن الحكم : علي بن محمّد ، عن أحمد بن محمّد عن أبي علي بن راشد ، عن أبي جعفر الثاني عليه السلام ، قال : قلت : جعلت فداك! قد اختلف أصحابنا ، فأُصلّي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال : «عليك بعليّ بن حديد» . قلت : فآخذ بقوله؟ قال : «نعم» . فلقيت علي بن حديد فقلت له : نصلّي خلف أصحاب هشام بن الحكم؟ قال : لا ^۳ .
وقريب منها في الكافي : عن علي بن محمّد ، عن سهل بن زياد ، عن علي بن مهزيار ، عن أبي علي بن راشد قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : إنّ مواليك قد اختلفوا ، فأُصلّي خلفهم جميعاً؟ قال : «لاتصلِّ إلاّ خلف من تثق بدينه» ، ثمّ قال : «ولي موالٍ؟» ، فقلت : أصحاب ، فقال مبادراً قبل أن أستتمّ ذكرهم : «لا ، يأمرك علي بن حديد بهذا؟ ـ أو هذا ممّا يأمرك به علي بن حديد؟ ـ» ، فقلت : نعم ^۴ .
ورواية الكشّي ضعيفة بعليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري ، ورواية الكافي ضعيفة كذلك بعليّ بن محمّد القمّي وسهل بن زياد .
ولا تثبت بتلك الروايات المتقدّمة وثاقة علي بن حديد ؛ لضعف سندها ، وعدم القطع بصدورها ، فلا تصلح لمعارضة ما قاله الطوسي في التهذيب : «وأمّا خبر زرارة فالطريق إليه علي بن حديد ، وهو ضعيف جدّاً لا يعوّل على ما ينفرد بنقله» ^۵ .
وفي الاستبصار قال : «فأوّل ما في الخبر أنّه مرسل ، وراوية ضعيف وهو علي بن حديد ، وهذا يضعّف الاحتجاج بخبره» ^۶ . وفي باب النهي عن بيع الذهب بالفضّة
نسيئة قال : «وأمّا خبر زرارة فالطريق إليه علي بن حديد ، وهو ضعيف جدّاً لا يعوّل على ما ينفرد بنقله» ^۷ .
وقد استفاد المحقّق البهبودي من قول الطوسي : «كوفي ، وكان منزله ومنشؤه بالمدائن» التضعيف ، يقول : «إنّ أهل المدائن كلّهم غلاة ؛ يقولون : من عرف الإمام فليصنع ما شاء ؛ ولذلك عرّفه الشيخ بأنّ منزله ومنشأه بالمدائن ، وليس من دأبه أن يتعرّض لأمثال ذلك عبثاً ، وعلى هذا المبنى ضعّفه في كتابه تهذيب الأخبار وفي الاستبصار» ^۸ .
ويرد عليه أوّلاً : أنّ أهل المدائن ليس كلّهم غلاة بل فيهم الثقات ، أمثال : حبيب بن المعلّل المدائني ، وحديد بن حكيم المدائني ، ومحمّد بن عذافر المدائني ، ومحمّد بن عمرو بن سعيد المدائني ، ومرازم بن حكيم المدائني ^۹ ، وغيرهم .
وثانياً : أنّ كلام الطوسي واضح الدلالة ، حيث يريد أن يقول إنّه كوفيّ الأصل مدائني المنشأ ، وهذا يذكر عادةً في التراجم ؛ لأنّه أمر يتعلّق بمعرفة سكن المترجم له ، وليس قصده التضعيف كما توهّم المحقّق البهبودي .
واعتماداً على تضعيف الطوسي في التهذيب والاستبصار ذكره العلاّمة في القسم الثاني من الخلاصة المختصّ بالضعفاء ^۱۰ ، وابن داوود في القسم الثاني من رجاله المختصّ بالمجروحين ^۱۱ ، والجزائري في القسم الرابع من رجاله المختصّ برواة الضعاف ^۱۲ ، ومحمّد طه نجف في القسم الثالث من رجاله المختصّ بالضعفاء ^۱۳ .
وضعّفه المجلسي في رجاله ^۱۴ ، وحكم على رواياته بالضعف عند دراسته أسانيد الكافي والتهذيب ^۱۵ .
وذكره المحقّق البهبودي في الضعفاء ^۱۶ ، وأسقط رواياته عند تحقيقه للكافي ، ولم يثبتها في كتابه «الصحيح من الكافي» .