37
الضّعفاء من رجال الحديث ج2

الضّعفاء من رجال الحديث ج2
36

نماذج من رواياته :

۰.جاء في المحاسن ، والكافي ، وثواب الأعمال ـ واللفظ للبرقي في المحاسن ـ : عنه ، عن محمّد بن سعيد قال : أخبرني زكريّا بن محمّد ، عن أبيه ، عن عمرو ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : «كان قوم لوط أفضل قوم خلقهم اللّه ، فطلبهم إبليس الطلب الشديد ، وكان من فضلهم وخيرتهم أنّهم إذا خرجوا إلى العمل خرجوا بأجمعهم وتبقى النساء خلفهم ، فلمّا حسدهم إبليس لعبادتهم كانوا إذا رجعوا خرّب إبليس ما يعملون ؛ قال بعضهم لبعض : تعالوا حتّى نرصد هذا الذي يخرّب متاعنا ، فرصدوه فإذا هو غلام أحسن ما يكون من الغلمان ، فقالوا : أنت الذي تخرّب متاعنا مرّة بعد مرّة؟ فقال : نعم ، فأخذوه ، فاجتمع رأيهم على أن يقتلوه ، فبيّتوه عند رجل ، فلمّا كان الليل
صاح ، فقال له : ما لك؟ قال : كان أبي ينوّمني في بطنه ، فقال له : تعالَ فنَمْ في بطني قال : فلم يزل بذلك الرجل حتّى علّمه أن يعمل بنفسه ، فأوّلاً علمه إبليس والثانية علّمه هو ، ثمّ انسلّ ففرّ منهم ، وأصبحوا فجعل الرجل يخبر بما فعل بالغلام ويعجبهم منه شيء لا يعرفونه ، فوضعوا أيديهم فيه حتّى اكتفى الرجال بعضهم ببعض ، ثمّ جعلوا يرصدون مارّ الطريق فيفعلون بهم حتّى تركت مدينتهم الناس ، ثمّ تركوا نساءهم فأقبلوا على الغلمان . فلمّا رأى إبليس أنّه قد أحكم أمره في الرجال دار إلى النساء فصيّر نفسه امرأة ، ثمّ قال : إنّ رجالكنّ يفعلون بعضهم ببعض؟ قلن : نعم ، قد رأينا ذلك ، فقال : وأنتنّ افعلن كذلك ، وعلَّمهنّ المساحقة ، ففعلن حتّى استغنت النساء بالنساء .
وكلّ ذلك يعظهم لوط ويوصيهم ، لمّا كملت عليهم الحجّة بعث اللّه جبرئيل وميكائيل وإسرافيل في زيّ غلمان عليهم أقبية ، فمرّوا بلوط وهو يحرث ، قال : أين تريدون ؛ فما رأيت أجمل منكم قطّ؟ قالوا : أرسلنا سيّدنا إلى ربّ هذه المدينة قال : أوَ لم يبلغ سيّدكم ما يفعل أهل هذه المدينة؟ يا بنيّ ، إنّهم واللّه يأخذون الرجال فيفعلون بهم حتّى يخرج الدم! فقالوا : أمرنا سيّدنا أن نمرّ وسطها قال : فلي إليكم حاجة . قالوا : وما هي؟ قال : تصبرون هاهنا إلى اختلاط الظلام ، فجلسوا ، فبعث ابنته فقال : جيئيني لهم بخبز ، وجيئيني لهم بماء في القرعة ، وجيئيني لهم بعباء يتغطّون بها من البرد ، فلمّا أن ذهبت إلى البيت أقبل المطر وامتلأ الوادي ، فقال لوط : الساعة يذهب بالصبيان الوادي قال : فقوموا حتّى نمضي ، فجعل لوط يمشي في أصل الحائط وجعل جبرئيل وميكائيل وإسرافيل يمشون في وسط الطريق ، فقال : يا بنيّ ، امشوا هاهنا ، فقالوا : أمرنا سيّدنا أن نمرّ في وسطها ، وكان لوط يستغنم الظلام ، ومرّ إبليس فأخذ من حجر امرأة صبيّا فطرحه في البئر ، فتصايح أهل المدينة كلّهم على باب لوط ، فلمّا نظروا إلى الغلمان في منزله قالوا : يا لوط ، قد دخلت في عملنا! فقال : هؤلاء ضيفي ، فلا تفضحونِ في ضيفي! قالوا : هم ثلاثة ،
خذ أنت واحدا وأعطنا اثنين ، قال : فأدخلهم الحجرة ، وقال لوط : لو أنّ لي أهل بيت يمنعونني منكم! قال : وتدافعوا على الباب فكسروا باب لوط و طرحوا لوطا قال جبرئيل : «إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُواْ إِلَيْكَ» ، فأخذ كفّا من بطحاء فضرب بها وجوههم وقال : شاهت الوجوه! فعمي أهل المدينة كلّهم . فقال لهم لوط : يا رسل ربّي بِمَ أمركم فيهم؟ قالوا : أمرنا أن نأخذهم بسَحَر ، قال : فلي إليكم حاجة قالوا : وما حاجتك؟ قال : تأخذونهم الساعة ، فإنّي أخاف أن يبدو لربّي فيهم ، فقالوا : يا لوط ، «إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ» لمن يريد أن يأخذ؟! فخذ أنت بناتك وامض ودع امرأتك» .
قال أبوجعفر عليه السلام : «رحم اللّه لوطا! لم يدرِ من معه في الحجرة ، ولم يعلم أنّه منصور حين يقول : «لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ ءَاوِى إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ» ؛ أيّ ركن أشدّ من جبرئيل معه في الحجرة!؟ قال اللّه لمحمّد صلى الله عليه و آله نبيّه : «وَ مَا هِىَ مِنَ الظَّــلِمِينَ بِبَعِيدٍ» ؛ أي من ظالمي أُمّتك أن عملوا ما عمل قوم لوط . وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : من ألحّ في وط ء الرجال لم يمت حتّى يدعوا الرجال إلى نفسه» ۱ .

1.المحاسن : ج ۱ ص ۱۹۷ ح ۳۴۲ ، الكافي : ج ۵ ص ۵۴۴ ، ثواب الأعمال : ص ۲۶۶ .

  • نام منبع :
    الضّعفاء من رجال الحديث ج2
    المساعدون :
    الأسدي، عادل حسن
    المجلدات :
    3
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 97775
الصفحه من 527
طباعه  ارسل الي