99
اسباب اختلاف الحديث

السبب الثامن : الإدراج في المتن أو الإسناد

الإدراج في اللّغة: هو لفّ الشيء في الشيء، والدرج: لفّ الشيء. يقال : درجته وأدرجته ودرّجته،والرباعيأفصحها. ودرج الشيء في الشيء ـ يدرُجه دَرجاً ـ وأدرجه: طواه وأدخله. ۱
فالإدراج لغة : إدخال شيء في آخر وتضمينه فيه .
وفي مصطلح الحديث : هو عبارة عن أن يدرج في الحديث كلام بعض الرواة، فيظنّ لذلك أنّه من الحديث. ۲
وبعبارة اُخرى : هو إدخال فتوى أو شرحٍ ـ للراوي أو لغيره ـ أو متن حديث أو إسناده في حديث آخر . وعلى هذا فيشمل الإلحاق والتذييل والتصدير ، فلا يختصّ بإطوائه وتضمينه في وسطه ، بل وقوعه في آخر الحديث أكثر ، حيث يُلحقه بعض الرواة بإيضاح وتفسير. كما قد يوجد في أوّل الحديث أو وسطه، ووقوعه في أوّله أكثر من وسطه. ۳

1.لسان العرب : ج۴ ص۳۲۰ (درج ) .

2.الرعاية: ص۱۰۴.

3.قال السيّد الميرداماد : «المدرَج وهو أقسام : أحدها: ما اُدرج في الحديث كلام بعض الرواة فيظنّه من بعده من الحديث فيرويه متّصلاً منتظما ، وهذا باب متّسع كثيرا ما يقتحم فيه المحدّثون فيجب التيقّظ فيه والتحفّظ عنه . وثانيها: أن يكون عنده متنان بإسنادين فيدرِج في أحدهما شيئا من الآخر ـ كإدراج سعد بن أبي مريم في حديث : لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تناجشوا ولا تدابروا ولا تنافسوا وهو مشهور لدى العامّة من طرقهم وفي صحاحهم . وثالثها: أن يختلف متن واحد بعينه بالزيادة والنقيصة في سندين فيدرج الراوي الزائدَ في سند الناقص . ورابعها: أن يسمع حديثا واحدا من جماعة مختلفين في سنده مع اتّفاقهم على متنه ، أو في متنه مع اتّفاقهم على سنده ، فيدرج روايتهم جميعا على الاتّفاق في المتن أو السند ، ولا يتعرّض لذكر الاختلاف وتعمّد هذه الأقسام أيّها كان حرام» (الرواشح : ص۱۲۹ ) .


اسباب اختلاف الحديث
98

المثال الثالث : ماء الكر

۶۸.۱ . الكليني بإسناده عن إسماعيل بن جابر، قال :سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن الماء الّذي لا ينجِّسه شيء . فقال : كرّ . قلت : وما الكرّ؟ قال : ثلاثة أشبار في ثلاثة أشبار . ۱

۶۹.۲ . الشيخ الطوسي في الاستبصار بإسناده عن الحسن بن صالح الثوري، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :إذا كان الماء في الركيّ ۲ كرّا لم ينجسه شيء . قلت : كم الكرّ؟ قال : ثلاثة أشبار ونصف طولها في ثلاثة أشبار ونصف عمقها في ثلاثة أشبار ونصف عرضها . ۳

مورد الاختلاف :

مكعّب الأشبار في الحديث الأوّل في تقدير الكرّ يبلغ سبعة وعشرين شبرا ، وهو في الحديث الثاني يزيد على اثنين وأربعين شبرا وثلاثة أرباع شبر . فالاختلاف بين التقديرين في تحديد الكرّ فاحش جدّا .

علاج الاختلاف :

تنحلّ العقدة بالتفطّن إلى عروض الزيادة في الحديث الثاني ، فإنّ عبارة : «في ثلاثة أشبار ونصف عرضها» زائدة ، وبحذفها يتقارب التقديران ، والاختلاف المتبقي بين التقديرين محمول على التسامح العرفي في المعرِّفات والعناوين المُشيرة، كما سيوافيك بيانه في مبحث : «التسامح العرفي» إن شاء اللّه .
والشاهد على زيادة الفقرة المذكورة هو أنّ الشيخ قدس سره روى الحديث الثاني في التهذيب والكليني في الكافي بغير الفقرة المذكورة، مضافا إلى شهادة الاعتبار أيضا عند مقايسة متن روايتي الكافي والتهذيب برواية الاستبصار . ولا نطيل الكلام بعد الوضوح.

1.الكافي : ج۳ ص۳ ح۷ ، تهذيب الأحكام : ج۱ ص۴۱ ح۱۱۵ ، وسائل الشيعة : ج۱ ص۱۵۹ ح۳۹۸ .

2.الركيّ : البئر ، وهي اسم جنس واحدته الركيّة ، وقيل : هي جمع الركيّة (راجع لسان العرب : ج۵ ص۳۰۶ ، والصحاح : ج۴ ص۲۳۶۱ ، والمصباح المنير : ص۲۳۸ «ركو » ) .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 218950
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي