السبب التاسع والسبعون : التفسير المبنيّ على الاشتقاق

من أسباب اختلاف الحديث حمل اللفظ على أصلين مختلفين ـ أو أكثر ـ في الاشتقاق ؛ بأن يلاحظ اللفظ المفسَّر تارة باعتبار اشتقاقه من أصل القريب، واُخرى من أصل بعيد أو أبعد ، فيقتضي كلّ واحد منها معناه الخاصّ المشترك بين صور اُسرته .
وبيان ذلك يستدعي رسم اُمور، نذكرها مراعين للاختصار :

الأوّل : تعريف الاشتقاق

كون إحدى الكلمتين مأخوذة من الاُخرى، أو كونهما مأخوذتين من ثالثة، ^۱ فبقياس الكلمات بعضها على بعض يعرف الأصل من الحرف الزائد .
قال الدكتور صبحي الصالح : «الاشتقاق توليد لبعض الألفاظ من بعض ، والرجوع بها إلى أصل واحد يحدّد مادّتها، ويوحي بمعناها المشترك الأصيل مثلما يوحي بمعناها الخاصّ الجديد» ^۲ .

الثاني : أقسام الاشتقاق

للاشتقاق أقسام ثلاثة أو أربعة : الأصغر ، والكبير ، والأكبر ، والكُبار ؛ أو النحت ^۳ . ففي الأوّل تختلف الكلمات هيئة مع بقاء حروفها الأصلية على نفس الترتيب؛ نحو اشتقاق

علاج الاختلاف :

بحملهما على تفسير لفظ واحد بمعانٍ متعدّدة ، حيث عُدّت لفظة «عليّ» في الحديث الأوّل وصفا ، وفي الثاني موصوفا أعني اسما . وله نظائر اُخرى لم نذكرها خيفة التطويل . ^۱

المثال السادس : تفسير « لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا »

۶۳۳.۱ . في الكافي عن الصادق ، عن أمير المؤمنين عليهماالسلام:لسان الصدق للمرء يجعله اللّه في الناس خير من المال يأكله ويورثه . ^۲

۶۳۴.۲ . عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الإمام الحسن العسكري عليه السلام :«فَلَمَّا اعْتَزَلَهُمْ » يعني إبراهيم «وَ وَهَبْنَا لَهُم مِّن رَّحْمَتِنَا » يعني لإبراهيم وإسحاق و يعقوب «مِّن رَّحْمَتِنَا » يعني رسول اللّه صلى الله عليه و آله «وَ جَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا » يعني أمير المؤمنين عليه السلام . ^۳

ووجهه ظهر ممّا تقدّم، فلا نطيل الكلام بتوضيحه .