549
اسباب اختلاف الحديث

وإلاّ لم يكن مفسِّرا . وإلاّ فإن استويا في الظهور ولم يمكن الجمع ۱ بينهما ، ففي علاجهما وجوه :
أ ـ إبقاء الآية المفسَّرة على ظاهرها .
ب ـ ترجيح ظهورُ الحديث المفسِّر على ظهور الآية المباركة ؛ بمقتضى إطلاق ما دلّ على كون المرجع لتفسير الكتاب هو السنّة . ۲
ج ـ التوقَّف ۳ في مثل المورد في مقام الإثبات . ۴
د ـ الرجوع إلى الجمع التبرّعي بحجّة أنّ قطعية الآية من حيث الصدور في جنب حجّية الحديث قرينة على لزوم الجمع بينهما بوجه .
والظاهر أنّ أضعف الوجوه هو الأخير ، كما أنّ الأوّل هو الأعدل ؛ لعدم إحراز ما يصلح لصرف الآية عن ظاهرها وعدم إحراز كون الحديث مفسِّرا وإلاّ لرجح ظهوره ، ولأنّه نظير ما يجري في علاج التعارض بين حديثين ظاهرين أحدهما قطعي السند دون الآخر ، فيحكم بتقدّم قطعي السند ؛ لأنّ ظهور ظنّي السند يزاحم ظهور القطعي السند دون سنده ، فيبقى سنده حجّة يستتبع حجّية دلالته . واللّه العالم .
ولأهمّية هذا البحث في فهم الأحاديث التفسيرية وغيرها وفي علاج اختلافها ، وخفاءه على كثيرين خرجنا عمّا كنّا عليه من ذكر الأمثلة القليلة وإليك أمثلة ذلك :

1.ولا اعتبارَ بالجمع التبرّعي في علاج الاختلاف في مقام الإثبات ، كما تقدّم في الأمر التاسع من المقدّمة .

2.ويرد عليه : أنّ مرجعيّة السنّة لتفسير الكتاب فرع إحراز كونها مفسِّرة له ؛ وهو متوقّف على أظهريّتها على لفظ الكتاب .

3.ولو قلنا بالتوقّف ، يرجع ـ في مقام العمل ـ إلى سائر الأدلّة « الاجتهاديّة » لو توفّرت ، وإلاّ فإلى «الأدلّة الفقاهيّة» .

4.ولا يجري هنا ـ ما تقدّم في الأمر التاسع من المقدّمة من ـ صحّة الالتزام بنفس الأمر وباحتمال بعض الوجوه التبرّعية في الجمع بين الدليلين المتنافيين ـ بظاهرهما ـ في مقام الثبوت ؛ لأنّه مخصوص بمقام العلاج الثبوتي ولا يصار إلى الجمع التبرّعي في مقام الإثبات ، لعدم نهوض وجه على اعتباره ، والالتزام بنفس الأمر المجهول أيضا لايهدي إلى معنى محصَّل لمقام الإثبات والعمل .


اسباب اختلاف الحديث
548

الكلمات المشتملة على مراتب وبطون مختلفة من المعاني بحيث يصلح نفي المعنى الملحوظ للمرتبة الأدنى عن المرتبة الأعلى ، باعتبار عدم كونه ملحوظا في هذه المرتبة .

تنبيهان

الأوّل : إضافية الحصر و النفي من الاُمور الرائجة في اللغة العربية ، بل من الأساليب الجارية في سائر اللغات أيضا . نعم لا بدّ في استعمالهما على نحو «الإضافية» من نصب قرينة تصرف اللفظ عن الحصر أو النفي الحقيقي إليها ؛ لكونها خلاف الأصل . فإذا ورد دليل بلسان النفي أو الحصر فلابدّ من حملهما على ظاهرهما وهو الحقيقة ، إلاّ أن يكون شاهد إمّا متّصل أو منفصل على إضافيتهما ، سواء كان من الكتاب أو السنّة، أم من العقل، أو نحو ذلك .
وعليه فاستعمالهما في الأحاديث في المعاني الرائجة أو في تفسير آية مثلاً بظهرها لا يستلزم محذورا ، حيث يعامل معاملة استعماله في سائر الاستعمالات العرفية . اللّهمّ إلاّ إذا اختفت عنّا القرينة المذكورة.
إنّما المعضِل إذا ما استعمل هذا الاُسلوب في التفسير بالبطون ، وفي مجال المتشابهات ؛ إذ قد تخفى القرائن الدالّة على إضافيّته عن بعض المحقّقين بل عن كبارهم .
الثاني : لا يتصرّف في ظهور لفظ الآية إلاّ بحجّة ، والميزان فيه هو أنّ «اللفظ المفسَّر» لا يُصرف عن ظاهره إلاّ بحجّة معتبرة ، فإن دلّت حجّة على تفسير آية أو سُنّة بغير ظاهرهما ، حصل لنا دليل معتبر آخر إلى جانب المعنى الظاهر منهما ؛ لحجّيّة كلّ منهما في نفسه ، فيعاملان معاملة الدليلين المختلفين في الظهور إجمالاً ؛ فإن توافقا فلا بأس ، وإن تخالفا مع إمكان الجمع بينهما ببعض الوجوه المتقدِّمة جمع بينهما ، وإلاّ فلابدَّ من رفع اليد عن ظهور الدليل المفسَّر بأظهريّة الدليل المفسِّر .
هذا إذا كان الدليل المفسِّر أظهر من الدليل المفسَّر كما هو الغالب ، بل المفروض ،

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 216462
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي