عن قول اللّه عز و جل: « الـم * ذَ لِكَ الْـكِتَـبُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ » فقال: المتقون : شيعة عليّ عليه السلام ، و أمّا الغيب فهو الحجّة الغائب ، وشاهد ذلك قول اللّه عز و جل : « وَ يَقُولُونَ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ ءَايَةٌ مِّن رَّبِهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ فَانتَظِرُواْ إِنِّى مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ »۱ . ۲
۵۷۳.۳ . علي بن إبراهيم بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال :« الْـكِتَـبُ » عليّ عليه السلام لا شك فيه ، « الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ » قال : يصدّقون بالبعث والنشور والوعد والوعيد . ۳
مورد الاختلاف :
الحديثان الأوّلان يفسِّران الغيب بقيام القائم، أو بنفس الحجة الغائب المنتظر عليه السلام ، والثالث يفسِّره بالبعث والنشور والوعد والوعيد .
علاج الاختلاف :
يظهر ممّا تقدّم؛ فإنّ كلّ واحد من هذه الوجوه من مصاديق معنى الغيب ، ويشهد لذلك :
۵۷۴.التفسير المنسوب للإمام العسكري عليه السلام :« الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ » يعني بما غاب عن حواسّهم من الاُمور الّتي يلزمهم الإيمان بها ؛ كالبعث، والنشور، والحساب ،والجنّة، والنار ، وتوحيد اللّه تعالى، وسائر ما لا يعرف بالمشاهدة و إنّما يعرف بدلائل قد نصبها اللّه عز و جلعليها كآدم ، وحواء ، وإدريس7 ، ونوح7 ، وإبراهيم7 ، والأنبياء الّذين يلزمهم الإيمان بهم ، وبحجج اللّه تعالى وإن لم يشاهدوهم ويؤمنون بالغيب ، وهم من الساعة مشفقون . ۴
وإلى ما ذكرنا يرجع ما أفاده أمين الدين الطبرسي قدس سره ذيل قوله تعالى ـ : « يُؤْمِنُونَ