توضيح ذلك أنّ الحديث التفسيري بصفة كونه حديثا يشمل كلّ ما يحكي عن شيء من شؤون المعصومين عليهم السلام وأحوالهم ، من قولٍ أو فعل أو تقرير ، أو نحو ذلك . وبقيد تعلّقه بالتفسير يشمل كلّ حديث يمكن أن يقع في طريق إيضاح معاني القرآن الكريم . فيدخل فيه :
ـ الحديث المفسّر؛ أي ما يكشف عن وجه من وجوه معاني الآيات .
ـ ما يتعلّق بشيء من شؤون نزولها ؛ كسبب النزول، ومورده، وترتيبه، وزمانه ومكانه ، وكيفيّاته .
ـ ما يتعلّق بفضلها وخواصّها ؛ فإنّ أحاديث الفضائل والخواصّ وإن لم تكن بما هي هي مفسّرة ، إلاّ أنّها من منافذ النظر والتأمّل في الآيات والسور للوصول إلى معانيهما ، وبما أنّها من مظانّ ذلك ، وأنّ بعض المفسِّرين قد يستنبط من بعض هذه الأحاديث ما يخفى على غيره ، فينبغي أن تُعامل هذه الطائفة من الأحاديث معاملة الأحاديث التفسيرية أيضا .
وممّا يجدر التنبيه عليه أنّ كلام الصحابة والتابعين إن حصل لنا الدليل على كونه إخبارا عن رأيه أو كونه حدسا منه برأي المعصومين فلا دليل على حجّيته ، وإن دلّ الدليل على كونه إخبارا حسّيّا منه عن شيء من شؤون المعصومين عليهم السلام انطبق عليه تعريف الحديث التفسيري ، وعليه فما يُروى عنهم من أنّ آية كذا أو سورة كذا قد نزلت في زمان كذا أو مكان كذا ، أو في سبب ومورد كذا ، أو بصفة كذا ، عُدّ من الأحاديث التفسيرية .
الثاني : مكانة أهل البيت عليهم السلام في التفسير
إنّ لـِ «أهل بيت الرسالة عليهم السلام » في علم التفسير لَمكانتَهم الأسمى الّتي تخصّ بهم، فلا يدانيهم فيها أحد ؛ فإنّ لهم وجوها من العلم بالكتاب العزيز وتفسيره وتأويله ، نشير إلى بعضها :
أ ـ العلم الحضوريّ بجميع أبعاد القرآن ، أي بحضوره الجمعي لدى ذواتهم المطهّرة. أو فقل : بتجلّي الكتاب المنير بجميع ما هو عليه في قلوبهم المطهّرة ، وبتحقّق ذواتهم المقدّسة