ـ كثرة مدخلية العلم بموارد وأسباب نزولها في فهم دقائق معانيها .
وعليه فمن لم يكن له معرفة بخصائص التفسير و لسان أحاديثه ومناهج أهل البيت عليهم السلام ـ بأن كان بعيدا عن هذه البيئة، ولم يتدرّب بتلك المناهج في التفسير، ولم يمارس القضايا المتعلّقة بالقرآن ـ يبقى حيران في «ظُلُماتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحابٌ ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ إِذا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَراها وَ مَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللّه لَهُ نُورًا فَما لَهُ مِنْ نُورٍ»۱ . وأكتفي هنا بالإشارة إلى قضيّة معروفة اتّفقت لعبد اللّه بن سنان وذريح المحاربيّ . ۲
وقبل البحث عن أسباب الاختلاف نمهِّد اُمورا لها مدخليّة في فهم المباحث :
1 . تعريف الحديث التفسيري . 2 . مكانة أهل البيت عليهم السلام في التفسير . 3 . نبذة من مناهجهم عليهم السلام في التفسير . 3 . تصوير إجماليّ للبحث .
الأوّل : تعريف الحديث التفسيري
المراد من الأحاديث التفسيرية هو كلّ ما يتعلّق بشأن من شؤون الآي القرآني الكريم ؛ سواء كان متعلّقا بنزولها، أم بقراءتها أو بيان معانيها ، في ظاهرها أو باطنها ، تنزيلها أو تأويلها .