445
اسباب اختلاف الحديث

لطبع الإمام أبي عبد اللّه الصادق عليه السلام مثلاً في حبّ بعض الأطعمة أو غيرها أخذ به ، ومن خالف طبعه لذلك ووافق طبع غيره من المعصومين عليهم السلام تأسّى بهم .
وقد تقدّم أنّ الالتزام بوجود الاختلاف في طباع الأئمة عليهم السلام لايستلزم أيّ محذور ، بل يمكن أن يكون لطفا منه تعالى كي تتأسّى بهم الاُمّة في مثل ذلك .
علاج آخر : محور العلاج المتقدّم هو اختلاف الطباع بوجه مطلق ، لكن يمكن حمل الأحاديث المختلفة على عروض اختلاف الطبع بوجه مؤقّت أيضا ، أعني طروءَ الكراهة للبنفسج على نفسه عليه السلام مؤقَّتا . وعروض الكراهة المؤقّتة ـ بالنسبة إلى طعام أو طيب أو نحوهما لأجل تكرّر استعماله أو لعلل اُخرى ـ أمر غير نادر الوقوع .
والشاهد عليه نسبة كراهةِ البنفسج إلى نفسه ـ بضمير مفرد ـ ومحبوبيّتِه إلى أهل البيت عليهم السلام بضمير «نا» .
كلمة قيّمة للصدوق قدس سره : «اعتقادنا في الأخبار الواردة في الطبّ أنّها على وجوه : منها: ما قيل على هواء مكّة والمدينة ، فلا يجوز استعماله في سائر الأهوية . ومنها : ما أخبر به العالم عليه السلام على ما عرف من طبع السائل ولم يتعدّ موضعه، إذ كان أعرف بطبعه منه . ومنها : ما دلّسه المخالفون في الكتب لتقبيح صورة المذهب عند الناس . ومنها : ما وقع فيه سهو من ناقله . ومنها : ما حفظ بعضه ونسي بعضه . وما روي في العسل إنّه شفاء من كلّ داء فهو صحيح ، ومعناه أنّه شفاء من كلّ داء بارد . وما روي في الاستنجاء بالماء البارد لصاحب البواسير فإنّ ذلك إذا كان بواسيره من حرارة . وما روي في الباذنجان من الشفاء فإنّه في وقت إدراك الرطب لمن يأكل الرطب ، دون غيره من سائر الأوقات . ۱
وللفقيه المحقّق صاحب الجواهر قدس سره كلاما لطيفا في بعض جهات هذا البحث نطوي عن حكايته روما للاختصار فمن أراد التفصيل فليراجع . ۲

1.الاعتقادات للصدوق : ص۱۱۵ الباب ۴۴ .

2.راجع جواهر الكلام: ج۳۶ ص۲۳۸ و ۲۳۹ .


اسباب اختلاف الحديث
444

علاج الاختلاف :

بحمل الثاني على اختلاف طباعنا عن طباع العرب، لاسيّما الّذين كانوا في ذلك الزمان ، وقد أوضحنا وجهه طليعة هذا البحث وفي ذيل المثال السابق .

المثال الثالث : فضل البنفسج

۴۷۴.۱ . روى الكليني قدس سره بإسناده عن يونس بن يعقوب، قال :قال أبو عبد اللّه عليه السلام : «ما يأتينا من ناحيتكم شيء أحبّ إلينا من البنفسج . ۱

۴۷۵.۲ . وروى بإسناده عن عبدالرحمن بن كثير، عن أبي عبداللّه عليه السلام ، قال:فضل البنفسج على الأدهان كفضل الإسلام على الأديان، نعم الدهن البنفسج، ليذهب بالداء من الرأس والعينين، فادّهنوا به . ۲

۴۷۶.۳ . وروى بإسناده عن الحسن بن الجهم، قال :رأيت ابا الحسن عليه السلام يدّهن بالخيري، فقال لي : اِدَّهن . فقلت : أين أنت عن البنفسج ، وقد روي فيه عن أبي عبد اللّه عليه السلام ! ۳ قال : أكره ريحه . قال : قلت له : فإنّي كنت أكره ريحه ، وأكره أن أقول ذلك؛ لما بلغني فيه عن أبي عبد اللّه عليه السلام ! قال : لا بأس . ۴

مورد الاختلاف :

الحديثان الأوّلان ـ ككثير من الأحاديث ـ يدلاّن على محبوبية البنفسج والادّهان به عند أهل البيت عليهم السلام ، وفي الثالث تصريح بكراهة الإمام عليه السلام له .

علاج الاختلاف:

ويمكن علاجها بالتزام كونها مبنيّة على اختلاف الطباع والأمزجة وقد بيّنّا في بداية هذا البحث أنّ اختلاف الأئمة عليهم السلام في الطباع والأمزجة غير مستحيل ، فمن كان طبعه موافقا

1.الكافي: ج۶ ص۵۲۱ ح۳ ، وسائل الشيعة: ج۲ ص۱۶۰ ح۱۸۰۹ .

2.الكافي: ج۶ ص۵۲۱ ح۵ ، وسائل الشيعة: ج۲ ص۱۶۱ ح۱۸۱۲ .

3.في المصدر: «إنّه قال » ، والصحيح ما أثبتناه كما في بعض النسخ ووسائل الشيعة .

4.الكافي: ج۶ ص۵۲۲ ح۲ ، وسائل الشيعة: ج۲ ص۱۶۵ ح۱۸۲۹ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 216506
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي