277
اسباب اختلاف الحديث

المثال : تأويل حديث «تردّد اللّه سبحانه»

۲۷۲.۱ . روى الكليني بإسناده عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر عليه السلام قال :لمّا اُسري بالنبيّ صلى الله عليه و آله قال : يا ربّ ، ما حال المؤمن عندك؟ قال : يا محمّد، من أهان لي وليّا فقد بارزني بالمحاربة، وأنا أسرع شيء إلى نصرة أوليائي، وما تردّدت عن شيء أنا فاعله كتردّدي عن وفاة المؤمن ؛ يكره الموت وأكره مساءته . وإنَّ من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلاّ الغنى، ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك، وإنَّ من عبادي المؤمنين من لا يصلحه إلاّ الفقر ، ولو صرفته إلى غير ذلك لهلك ، وما يتقرّب إليّ عبد من عبادي بشيء أحبّ إليّ ممّا افترضت عليه، وإنَّه ليتقرّب إليّ بالنافلة حتّى اُحبّه، فإذا أحببته كنت إذا سمعه الّذي يسمع به، وبصره الّذي يبصر به، ولسانه الّذي ينطق به، ويده الّتي يبطش بها، إن دعاني أجبته، وإن سألني أعطيته . ۱

۲۷۳.۲ . الكليني والصدوق ـ واللفظ للأوّل منهما ـ بإسنادهما إلى المشرقيحمزة بن المرتفع أو الربيع ، عن بعض أصحابنا قال :كنت في مجلس أبي جعفر عليه السلام إذ دخل عليه عمرو بن عبيد فقال له : جعلت فداك ، قول اللّه تبارك وتعالى : « وَ مَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هَوَى »۲ ما ذلك الغضب؟ فقال أبو جعفر عليه السلام : هو العقاب يا عمرو ، إنَّه من زعم أنَّ اللّه قد زال من شيءإلى شيء فقد وصفه صفة مخلوق ، وإنَّ اللّه تعالى لا يستفزّه شيء فيغيّره . ۳

۲۷۴.۳ . وروى الشريف الرضي قدس سرهوغيره عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام خطبة فيها :ولا يجري عليه السكون والحركة، وكيف يجري عليه ما هو أجراه، ويعود فيه ما هو أبداه ، وَيحدُث فيه ما هو أحدثه! إذا لتفاوتت ذاته ، ولتجزّأ كنهه، ولامتنع من الأزل معناه ، ولكان له وراء إذ

1.الكافي: ج۲ ص۳۵۲ ح۸ ، وص۲۴۶ ح۶ بإسناد آخر من منصور الصيقل والمعلّى بن خنيس نحوه ، وص۳۵۲ ح۷ بإسناد آخر عن حمّاد بن بشير ، و ص۳۵۴ ح۱۱ بإسناد آخر عن معلى بن خنيس ، المحاسن : ج۱ ص۱۶۰ ح۴۹۷ بإسناده عن محمّد بن عليّ الحلبي ، وكلّها عن الإمام الصادق عليه السلام ، علل الشرائع: ص۱۲ ح۷ بإسناده عن أنس عن النبيّ صلى الله عليه و آله ، فلاح السائل : ص۳۰۳ ح۲۰۵ بإسناده عن جميل بن درّاج عن الإمام الصادق عليه السلام دعاء مشتملاً على مضمونه .

2.طه : ۸۱ .


اسباب اختلاف الحديث
276

المتكلّم ، فيكون له أقسام مختلفة باختلاف أسباب ۱ التشابه في اللفظ والمعنى . وجلّ هذه الأسباب المتعارفة ، له اسم خاصّ معهود لدى العرف .
والمتشابه بالمعنى الأخصّ : ما حصل التشابه فيه من ناحية سموّ المعاني في القرآن أو في كلام أهل بيت الوحي عليهم السلام الّذين لا ينطقون إلاّ عن وحي مباشر أو بواسطة .
فسموّ هذه المعاني وعلوّها عن مستوى الناس الثقافي وما استأنسوا به من المعاني من ناحية ، وقصور الألفاظ المعهودة لديهم عن إفادة هذه المعاني الجليلة الرفيعة من ناحية اُخرى ، وعدم معرفتهم بأساليب منطق الوحي وأنحاء دلالاته العديدة ـ سوى الدلالات العرفية ـ من ناحية ثالثة ، جعلت كثيرا من الآيات والأحاديث من المتشابهات ، بحيث يصعب أو يتعسّر عليهم استظهار المقصود منها، أو يشتبه عليهم الأمر فيها ، فيزعمون حقائقَها استعارات أو مجازات ، ومجازاتِها المتنوّعة حقائقَ ، وهكذا .
ولاختصاص سائر أقسام التشابه بأقسام مخصوصة عرّف كثير من العلماء «المتشابه» بغير ما ذكرناه من المعنى الشامل لكلا الصنفين ، فوقعوا في اضطراب شديد في تحديده طردا وعكسا أوّلاً ، وتطبيق تعاريفهم على معناه اللغوي ومبدأ اشتقاقه ثانيا ، والإجابة عن إشكال عدم تلاؤمها مع آية الإحكام والتشابه وأحاديثهما المستفيضة الواردة في هذا المجال ثالثا . فوقعوا في حيصَ بيصَ، حتّى آل الأمر إلى دعوى بعضهم أنّ «المتشابه» و «آية الإحكام والتشابه» من المتشابهات !! وهو يضحِك الثكلى .
وبما أنّا بحثنا كثيرا من أسباب التشابه بالمعنى الأعمّ فيما تقدّم أو يأتي ، خصّصنا هذا البحث بالمتشابه بالمعنى الأخصّ، ۲ ولنكتفي بذكر مثال له، لوضوحه :

1.كالعموم والإطلاق والنسخ والاشتراك ـ بأقسامه ـ والتجوّز وغيرها ممّا تقدّم ويأتي .

2.لايخفى أنّ اندراج «الإحكام والتشابه» في هذا القسم دون القسم المنعقد للأسباب الراجعة إلى التفسير ، وجهه أنّ الحديث المفسِّر ـ بوصف كونه مفسِّرا ـ شأنه شأن إيضاح المعنى المراد وإزاحة التشابه ، فالمفسِّر بصفة كونه مفسِّرا لايوجب اختلافا في الأحاديث التفسيريّة .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 219030
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي