15
اسباب اختلاف الحديث

أنّه واقع في سند حديث خاصّ . ۱
ولاشتمال دراية الحديث ـ بمعناها اللغوي ـ على مباحث هامّة ذات اتّساع وخطورة ، وضعت علوم تخصّ بعض جهاتها، فوضع :
د ـ علم « غريب الحديث » للبحث عن الألفاظ ـ أو التراكيب ـ الغريبة الّتي حصل لها غموض لقلّة استعمالها أو استعمالهما في قبائل خاصّة من العرب أو لغير ذلك ، بحيث لايفهمها إلاّ الماهر في اللغة العارف بالحديث . ۲
ه ـ علم « مختلف الحديث » للبحث عن التنافي والاختلاف الواقع بين الأحاديث بعضها مع بعض .
و ـ علم« مشكل الحديث » للبحث عن الغموض والإبهام الناشئ بسبب اختلافها وتنافيها مع القرآن، أو مع الواقع الخارجي، أو مع حكمِ العقل . وقد يُتوسّع فيه بما يشمل مختلفَ الحديث وغريبه ومشكله ، كما فعله « الطحاوي » في كتابه مشكل الآثار .
ز ـ «فقه الحديث» وموضوعه متن الحديث خاصّة، فيبحث فيه عن شرح ألفاظه وبيان حالاته، من كونه نصّا أو ظاهرا، عامّا أو خاصّا، مطلقا أو مقيّدا، مجملاً أو مبيّنا، معارضا أو غير معارض ، ۳ كل ذلك على سبيل الجزئية والتطبيق لا على نحو الكلّية . وقد يطلق على ما يعمّ ذلك وما يبحث فيه عن مداليل الأحاديث ومفاداتها بصفة كلّية، فيشمل غريب الحديث، ومختلفه، ومشكله . ۴
تنبيه : الفرق بين مختلف الحديث وبين بحث تعارض الأدلّة المبحوث عنه في علم الاُصول اُمور ، منها :
أ ـ يختصّ البحث في مختلف الحديث بتنافي الأحاديث المتعارضة بحسب المداليل ،

1.مقباس الهداية: ج۱ ص۴۲ .

2.راجع الرواشح : ص۱۶۹ ، مقباس الهداية: ج۱ ص۲۳۱ ، الرعاية : ص ۱۲۹ .

3.الذريعة إلى تصانيف الشيعة : ج۸ ص۵۴ .

4.راجع في تعاريف ذلك مقباس الهداية : ج۱ ص۳۹ ـ ۴۶ و علوم الحديث ومصطلحه : ص۱۰۵ ـ ۱۱۲ ، و مجلّة علوم حديث ، السنة ۱۳۷۶ ه ش ، الرقم ۳ : ص۶۱ ـ ۷۵ مقال : «أقسام علوم حديث» لمحمّد رحماني .


اسباب اختلاف الحديث
14

توافقا كليّا في مآل الأمر . وينكشف بذلك كون التنافي صوريّا ، من غير أن يكون الوجه الموهِم للخلاف داخلاً في إرادة المتكلّم الجديّة .

ثانيا : موقع مختلف الحديث من علومه

للتحديث مهمّتان : رواية الحديث ودرايته .

۱.فروى الصدوق قدس سره بإسناده عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم الكرخي، عن أبي عبد اللّه عليه السلام أنّه قال :حديث تدريه خير من ألف ترويه، ولا يكون الرجل منكم فقيها حتّى يعرف معاريض كلامنا، وإنّ الكلمة من كلامنا لتنصرف على سبعين وجها لنا من جميعها المخرج . ۱

والمراد بدراية الحديث هنا فهمه، ومعرفة مراد المعصوم عليه السلام منه، ومعرفة ما يترتّب عليه والتصديق بمضمونه ، لا العلم الموسوم بـ «مصطلح الحديث» .
فلمّا كان العلم بالحديث ـ روايةً ودراية ـ يستدعي البحث عن جهات عديدة تتعلّق بشؤون الراوي والمروي ـ على وجه الكلّية والإجمال أو الجزئية والتطبيق ـ توسّع العلماء في البحث عن تلك الشؤون، وصنّفوا فيها كتبا مستقلّة ، حتّى آل الأمر إلى تدوين علوم متعدّدة كلّ منها يبحث عن جهة خاصّة من تلك الشؤون ، فكانت العلوم المدوّنة في ذلك :
أ ـ «رواية الحديث» والاهتمام فيها بنقل الحديث بوجه دقيق، سليم عن طوارئ التحريف، والجهات الّتي تُسقِطه عن الاعتبار . ۲
ب ـ «الدراية» بالمعنى الأخصّ الموسوم بمصطلح الحديث ، ويبحث فيه عن المصطلحات المستعملة في حقل الحديث، وعن أقسامه، وتقسيم الحديث من حيث المفاد والأسانيد ، وطرق التحمّل والأداء ، وأحوال الرواة، كل ذلك على نحو الكليّة والإجمال ، دون الجزئية والتطبيق على آحاد الأحاديث .
ج ـ «علم الرجال » ويبحث فيه عن أحوال الرواة؛ كلّ واحد منهم، على وجه كلّي، لابما

1.معاني الأخبار : ص۲ ح۳ ، وراجع مستدرك الوسائل : ج۱۷ ص۳۴۴ ح۲۱۵۳۴ نحوه .

2.راجع علوم الحديث ومصطلحه : ص۱۰۵ .

  • نام منبع :
    اسباب اختلاف الحديث
    المساعدون :
    المسعودي، عبدالهادي؛ رحمان ستايش، محمد كاظم
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 216445
الصفحه من 728
طباعه  ارسل الي