الموجودين ، وليس كذلك .
وكذا يعلم أنّ في كثير من الأسانيد وقع غلط واشتباه في أسامي الرجال أو آبائهم أو كناهم أو ألقابهم ، وكذا وقع في كثير كلمةٍ المجاورة بين شخصين ، وحقّه العطف ، فمع ضعف أحدهما يضعف الخبر ، أو العكس فبالعكس ، وكلاهما من الخطإ . وقد تكون مصحَّفةً من كلمة «ابن» فيشتبه الراوي ويُضعَّف بالوالد ، ولا دَخْل له بالسند إلى غير ذلك .
وأيضاً قيل : إنّ كثيراً ممّا رواه الشيخ عن موسى بن القاسم العجليّ أخذه من كتابه ، وهو أيضاً أخذه من كتب جماعة ، فينقل عنهم من غير ذكر الوسائط اتّكالاً على ذكرها في أوّل كتابه ، فينقل الشيخ عن موسى من أحد الجماعة من غير إشارة إلى الواسطة ، فيظنّ الاتّصال مع أنّ الواقع الإرسال ، وجميع ذلك محتمل في جميع الموارد من الشيخ ومن غيره . وممّا يخصّ روايته عن الكافي أنّه قد يترك أوّل السند اعتماداً على ذكره قبله ، وربّما غفل عنه الشيخ فروى بإسقاط أول السند بزعم الاتّصال .
ولا يخفى أنّ مفاد هذه الوجوه إنّما هو عدم العبرة بالرجال ، ولازمه نفي الافتقار المحْوِج للبحث عنه ؛ لتوقّفه على اعتبار المفتقر إليه ، فأمّا أنّ المرجع والمعوّل عليه حينئذٍ ماذا؟ فلا يُعلم منها ، وإنّما يُعلم من وجوه اُخر حكاها كلاًّ أو بعضاً المحدّث البحراني على ما قيل عن أمينهم الاسترآبادي أنّه قال : إنّ أحاديثنا كلّها قطعيّة الصدور عن الأئمّة عليهم السلامفلاحاجة إلى ملاحظة أسانيدها . ۱
أمّا الكبرى فظاهرة .
وأمّا الصغرى : فلأنّ أحاديثنا محفوفة بقرائن مفيدة لذلك :
منها : القرائن الحالية والمقالية في متونها ، واعتضاد بعضها ببعض ، وكون الراوي ثقةً في نفسه أو في الرواية غير راضٍ بالافتراء ولامتسامح في أمر الدين ، فيأخذ الرواية من غير ثقة أو مع فقد قرينة الاعتبار .