303
جواهر الحكمة للشّباب

جواهر الحكمة للشّباب
302

3 / 33

مالِكُ بنُ كَعب

مالِكَ بنُ كَعبٍ الأَرحَبيُّ مِن أصحابِ الإِمامِ عَلِيٍّ عليه السلام ومِن أركانِ حُكومَتِهِ كانَ والِياً عَلى عَينِ التَّمر ، وبِهقُباذات ، مُضافاً إلى إشرافِهِ عَلى عَمَلِ سائِرِ المَسؤولينَ فِي الكوفَة وَالجَزيرَة .
ومِمّا يُثنى عَلَيهِ شَجاعَتُهُ الَّتي أبداها قِبالَ هُجومِ النُّعمانِ بنِ بَشيرعَلى عَين التَّمرِ ؛ فَإِنَّهُ واجَهَ جَيشَ النُّعمان الَّذي قِوامُهُ ألفا فارِسٍ بِسَرِيَّةٍ قِوامُها مِئَةُ مُقاتِلٍ فَقَط ، حَتّى وَصَلَ الإِسنادُ العَسكَرِيُّ إلَيهِ ، وَاضطَرَّ النُّعمان إلَى الفِرارِ .
كَمَا استُدعِيَ لِمُواجَهَةِ جَيشِ مُسلِمِ بنِ عُقبَةَ المُرّي في دومَةِ الجَندَل ، فَكانَ مُوَفَّقاً في هذِهِ المُهِمَّةِ أيضاً .
ومِمّا يَدُلُّ عَلى حُسنِ مَعرِفَتِهِ ؛ إظهارُ استِعدادِهِ لإِعانَةِ مُحَمَّدِ بنِ أبي بَكر فِي الوَقتِ الَّذي لَم يُلَبِّ دَعوَةَ الإِمامِ أحَدٌ .

3 / 34

مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكر

هُوَ مُحَمَّدُ بنُ عَبدِ اللّه ِ بنِ عُثمان وهُوَ مُحَمَّدُ بنُ أبي بَكر بنِ أبي قُحافَةَ ، واُمُّهُ أسماءُ بِنتُ عُمَيس ، وُلِدَ في حَجَّةِ الوَداع [ سَنَةَ 10 ه ]بِذِي الحُلَيفَة ، في وَقتٍ كانَ رَسولُ اللّه صلى الله عليه و آله قَد تَهَيَّأَ مَعَ جَميعِ أصحابِهِ لأَِداءِ حَجَّةِ الوَداع .
اُمُّهُ أسماءُ بِنتُ عُمَيس . كانَت فِي البِدايَةِ زَوجَةَ جَعفَرِ بنِ أبي طالِب وهاجَرَت مَعَهُ إلَى الحَبَشَة . وبَعدَ استِشهادِ جَعفَر تَزَوَّجَها أبو بَكر ، وبَعدَ
مَوتِهِ تَزَوَّجَها أميرُ المُؤمِنين عليه السلام . فَانتَقَلَت إلى بَيتِهِ مَعَ أولادِها وفيهِم مُحَمَّد الَّذي كانَ يَومَئِذٍ ابنَ ثَلاثِ سِنينَ .
نَشَأَ في حِجرِ الإِمامِ عليه السلام إلى جانِبِ الحَسَن وَالحُسَين عليهماالسلام ، وَامتَزَجَت روحُهُ بِمَعرِفَةِ وحُبِّ أهلِ البَيت عليهم السلام وكانَ الإِمامُ عليه السلام يَقولُ أحيانا مُلاطِفا : «مُحَمَّد ابني مِن صُلبِ أبي بَكرٍ» .
وكانَ مُحَمَّد في مِصر أيّامَ حُكومَةِ عُثمان ، وبَدَأَ فيها تَعنيفُهُ وَانتِقادُهُ لَهُ ، وَاشتَرَكَ فِي الثَّورَةِ عَلَيهِ . وكانَ إلى جانِبِ الإِمامِ عليه السلام بَعدَ تَصَدّيِهِ لِلخِلافَةِ . وهُوَ الَّذي حَمَلَ كِتابَهُ إلى أهلِ الكوفَة قَبلَ نُشوبِ حَربِ الجَمَل ، وكانَ عَلَى الرَّجّالَةِ فيها . وبَعدَ غَلَبَةِ الإِمامِ عليه السلام تَوَلّى مُتابَعَةَ الشُّؤونِ المُتَعَلِّقَةِ بِعائِشَة بِأَمرِ الإِمامِ عليه السلام ، وأعادَها إلَى المَدينَة .
كانَ مُحَمَّد مُجِدّا فِي الجِهادِ وَالعِبادَةِ ، ولِجِدِّهِ في عِبادَتِهِ سُمِّيَ عابِدَ قُرَيش . وهُوَ جَدُّ الإِمامِ الصّادِق عليه السلام مِنَ الاُمَّهاتِ .
وَلاّهُ الإِمامُ عليه السلام عَلى مِصر سَنَةَ 36 ه بَعدَ عَزلِ قَيسِ بنِ سَعد عَنها . ولَمّا تَخاذَلَ أصحابُ الإِمامِ عَن نُصرَتِهِ عليه السلام وتَرَكوهُ وَحيداً ، اغتَنَمَ مُعاوِيَه هذِهِ الفُرصَةَ وَاستَطاعَ أن يَغتالَ هذَا النَّصيرَ المُخلِصَ بِاُسلوبٍ غادِرٍ خَبيثٍ ، وَاستَطاعَ حينَئِذٍ أن يُسَخِّرَ مِصر تَحتَ قُدرَتِهِ .
كانَ الإِمامُ عليه السلام يُثني عَلَيهِ ويَذكُرُهُ بِخَيرٍ في مُناسَباتٍ مُختَلِفَةٍ ويَقولُ : «لَقَد كانَ إلَيَّ حَبيبا وكانَ لي رَبيبا ، فَعِندَ اللّه ِ نَحتَسِبُهُ وَلَدا ناصِحا وعامِلاً كادِحا وسَيفا قاطِعا ورُكنا دافِعا» . ۱

1.شرح نهج البلاغة : ج ۶ ص ۵۳ .

  • نام منبع :
    جواهر الحكمة للشّباب
    المساعدون :
    غلامعلي، احمد
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 187198
الصفحه من 366
طباعه  ارسل الي