319
الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة

۹۹۰.سنن الترمذي عن أبي هريرة :قُلنا: يا رَسولَ اللّهِ ، ما لَنا إذا كُنّا عِندَكَ رَقَّت قُلوبُنا وزَهِدنا فِي الدُّنيا وكُنّا مِن أهلِ الآخِرَةِ ، فَإِذا خَرَجنا مِن عِندِكَ فَآنَسنا أهالينا وشَمِمنا أولادَنا أنكَرنا أنفُسَنا ؟!
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : لَو أنَّكُم تَكونونَ إذا خَرَجتُم مِن عِندي كُنتُم عَلى حالِكُم ذلِكَ ، لَزارَتكُمُ المَلائِكَةُ في بُيوتِكُم . ۱

۹۹۱.الكافي عن سلام بن المُستَنير :قالَ حُمرانُ بنُ أعيَنَ لاِءَبي جَعفَرٍ عليه السلام : اُخبِرُكَ ـ أطالَ اللّهُ بَقاءَكَ لَنا وأمتَعَنا بِكَ ـ أنّا نَأتيكَ فَما نَخرُجُ مِن عِندِكَ حَتّى تَرِقَّ قُلوبُنا وتَسلُوَ أنفُسُنا عَنِ الدُّنيا ، ويَهونَ عَلَينا ما في أيدِي النّاسِ مِن هذِهِ الأَموالِ ، ثُمَّ نَخرُجُ مِن عِندِكَ فَإِذا صِرنا مَعَ النّاسِ وَالتُّجّارِ أحبَبنَا الدُّنيا !
فَقالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : إنَّما هِيَ القُلوبُ مَرَّةً تَصعُبُ ومَرَّةً تَسهُلُ .
ثُمَّ قالَ أبو جَعفَرٍ عليه السلام : أما إنَّ أصحابَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله قالوا : يا رَسولَ اللّهِ ، نَخافُ عَلَينَا النِّفاقَ ! فَقالَ : ولِمَ تَخافونَ ذلِكَ؟ قالوا : إذا كُنّا عِندَكَ فَذَكَّرتَنا ورَغَّبتَنا وَجِلنا ۲ ونَسينَا الدُّنيا وزَهِدنا ، حَتّى كَأَنّا نُعايِنُ الآخِرَةَ وَالجَنَّةَ وَالنّارَ ونَحنُ عِندَكَ ، فَإِذا خَرَجنا مِن عِندِكَ ودَخَلنا هذِهِ البُيوتَ وشَمِمنَا الأَولادَ ورَأَينَا العِيالَ وَالأَهلَ ، يَكادُ أن نُحَوَّلَ عَنِ الحالِ الَّتي كُنّا عَلَيها عِندَكَ ، وحَتّى كَأَنّا لَم نَكُن عَلى شَيءٍ ، أ فَتَخافُ عَلَينا أن يَكونَ ذلِكَ نِفاقا؟

1.سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۷۲ ح ۲۵۲۶ ، مسند ابن حنبل : ج ۳ ص ۱۷۱ ح ۸۰۴۹ ، الزهد لابن المبارك : ص ۳۸۰ ح ۱۰۷۵ ، مسند الطيالسي : ص ۳۳۷ ح ۲۵۸۳ كلّها نحوه وراجع صحيح ابن حبّان : ج ۲ ص ۵۵ ح ۳۴۴ ومسند أبي يعلى : ج ۳ ص ۲۵۹ ح ۳۰۲۵ وص ۳۳۷ ح ۳۲۹۱ وكنز العمّال : ج ۱ ص ۳۹۶ ح ۱۶۹۸ وبحار الأنوار : ج ۶ ص ۴۲ ح ۷۸ .

2.الوَجَلُ: الخوف (الصحاح : ج ۵ ص ۱۸۴۰ «وجل») .


الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
318

3 / 10

زِيارَةُ المَلائِكَةِ

۹۸۹.صحيح مُسلِم عن حَنظَلَة الاُسَيديّ ـ وكانَ مِن كُتّابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ :لَقِيَني أبو بَكرٍ ، فَقالَ : كَيفَ أنتَ يا حَنظَلَةُ؟
قُلتُ : نافَقَ حَنظَلَةُ !
قالَ : سُبحانَ اللّهِ! ما تَقولُ؟
قُلتُ : نَكونُ عِندَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله يُذَكِّرُنا بِالنّارِ وَالجَنَّةِ حَتّى كَأَنّا رَأيُ عَينٍ ، فَإِذا خَرَجنا مِن عِندِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله عافَسنَا ۱ الأَزواجَ وَالأَولادَ وَالضَّيعاتِ فَنَسينا كَثيرا .
قالَ أبو بَكرٍ : فَوَاللّهِ إنّا لَنَلقى مِثلَ هذا !
فَانطَلَقتُ أنَا وأبو بَكرٍ ، حَتّى دَخَلنا عَلى رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله .
قُلتُ : نافَقَ حَنظَلَةُ يا رَسولَ اللّهِ !
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : وما ذاكَ؟
قُلتُ : يا رَسولَ اللّهِ ، نَكونُ عِندَكَ تُذَكِّرُنا بِالنّارِ وَالجَنَّةِ حَتّى كَأنّا رَأيَ عَينٍ ، فَإِذا خَرَجنا مِن عِندِكَ عافَسنَا الأَزواجَ وَالأَولادَ وَالضَّيعاتِ نَسينا كَثيرا !
فَقالَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله : وَالَّذي نَفسي بِيَدِهِ! إن لَو تَدومونَ عَلى ما تَكونونَ عِندي ، وفِي الذِّكرِ ، لَصافَحَتكُمُ المَلائِكَةُ عَلى فُرُشِكُم وفي طُرُقِكُم ، ولكِن يا حَنظَلَةُ ، ساعَةً وساعَةً ـ ثَلاثَ مَرّاتٍ ـ . ۲

1.المعافسة: المعالجة والممارسة والملاعبة (النهاية : ج ۳ ص ۲۶۳ «عفس») .

2.صحيح مسلم : ج ۴ ص ۲۱۰۶ ح ۱۲ ، سنن الترمذي : ج ۴ ص ۶۶۶ ح ۲۵۱۴ ، سنن ابن ماجة : ج ۲ ص ۱۴۱۶ ح ۴۲۳۹ ، مسند ابن حنبل : ج ۶ ص ۱۹۰ ح ۱۷۶۲۱ وج ۷ ص ۳۲ ح ۱۹۰۶۷ كلّها نحوه ، كنز العمّال : ج ۱ ص ۳۹۵ ح ۱۶۹۶ .

  • نام منبع :
    الدنيا و الاخرة في الكتاب و السنة
    المساعدون :
    الموسوي، السيد رسول
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1426 ق / 1384 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 358267
الصفحه من 520
طباعه  ارسل الي