575
الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)

۰.القرآنَ معنا ، لا نُفارقه ولا يُفارِقُنا» .

باب أنّ الأئمّة عليهم السلام هم الهداة

۱.عدّةٌ من أصحابنا ، عن أحمدَ بن محمّد، عن الحسين بن سعيد ، عن النصر بن سُوَيْدٍ وفَضالَةَ بن أيّوبَ ، عن موسى بن بكر ، عن الفضيل قال :سألت أبا عبد اللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : « وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ » فقال : «كلُّ إمامٍ هادٍ للقَرْنِ الّذي هو فيهم».

۲.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمّد بن أبي عمير ، عن ابن اُذينةَ ، عن بُريد العجليّ ، عن أبي جعفر عليه السلام في قول اللّه عزّ وجلّ :« إِنَّمَآ أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ » فقال : «رسولُ اللّه صلى الله عليه و آله المنذِرُ ولكلِّ زمانٍ منّا هادٍ يَهدِيهم إلى ما جاء به نبيُّ اللّه صلى الله عليه و آله ، ثمّ الهداةُ من بعده عَلِيٌّ ، ثمّ الأوصياءُ واحدٌ بعد واحدٍ» .

3. الحسين بن محمّد الأشعريّ ، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن جمهور ، عن وجعلنا شهداء على خلقه بالتعليم والهداية والبيان، وحجّتَه في أرضه بحفظ 1 الدين عن بِدَع المبتدعين وإلحاد الملحدين، وجعلنا مع القرآن بموافقتنا لما فيه من مقاصده، وجعل القرآن معنا بحفظنا له عن التحريف عن مواضعه إلى يوم الدين، كما في الأحاديث النبويّة ، وقد مضت نُبَذٌ 2 منها ذكرناها في كتاب التوحيد.

باب أنّ الأئمّة هم الهداة

قوله: (كلّ إمام هادٍ للقرن الذي هو فيهم) أي المراد بـ «كلّ قوم» كلّ أهل قرن وهاديهم الذي هو فيهم وبين أظهرهم.
قوله: (رسول اللّه صلى الله عليه و آله المنذر) أي المنذر لكلّ اُمّته من أوّلهم إلى آخرهم، ولكلّ قوم قرن ووقت من الزمان هادٍ، وهو بعد رسول اللّه صلى الله عليه و آله هادٍ منّا أهلَ البيت يهديهم إلى ما جاء به النبيّ صلى الله عليه و آله وهم الذين اُشير إليهم في كتاب اللّه بذكر صفاتهم، والهُداة من بعده عليّ عليه السلام ثمّ الأوصياء واحدٌ بعد واحد من ذرّيّته وأبنائه وأحفاده الكرام.

1.في «ل»: «لحفظ».

2.في «ل»: «نبذة».


الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
574

۰.ونحنُ شهداءُ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ على خَلْقه ، وحُجَجُه في أرضه» . قلتُ : قوله تعالى : « يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ ارْكَعُواْ وَ اسْجُدُواْ وَ اعْبُدُواْ رَبَّكُمْ وَ افْعَلُواْ الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَ جَـهِدُواْ فِى اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِى هُوَ اجْتَبَـلـكُمْ » قال : «إيّانا عنى ، ونحنُ المجتبونَ ، ولم يَجْعَلِ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ في الدين من حرج ، فالحرج أشدُّ من الضيق « مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَ هِيمَ » إيّانا عَنى خاصّة ، و « سَمَّـلـكُمُ الْمُسْلِمِينَ » اللّه ُ سَمّانا المسلمين « مِن قَبْلُ » في الكتب الّتي مضت « وَ فِى هَـذَا » القرآن « لِيَكُونَ الرَّسُولُ عليكم شَهِيدًا وَ تَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى النَّاسِ » فرسول اللّه صلى الله عليه و آله الشهيدُ علينا بما بَلَّغَنا عن اللّه تبارك وتعالى ، ونحنُ الشهداءُ على الناس ، فمن صَدَّقَ يومَ القيامةِ صَدَّقْناهُ ، ومن كَذَّبَ كَذَّبْناهُ».

۵.عليُّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن حمّاد بن عيسى ، عن إبراهيمَ بن عُمَرَ اليَمانيّ ، عن سُلَيم بن قيس الهلاليّ ، عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه ، قالَ :«إنَّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ طَهَّرَنا وعَصَمَنا وجَعَلَنا شهداءَ على خَلْقه ، وحُجَّتَه في أرضه ، وجَعَلَنا مع القرآن ، وجعَل

وقوله: (قلت: قولَه تعالى: « يَـأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ »۱ . . . ) أي سألته عن المقصود بهذا الخطاب، فقال: (إيّانا عنى ونحن المجتبون) والكلام فيه كالكلام في سابقه.
وقوله: (لم يجعل اللّه تعالى في الدين من ضيق) إشارة إلى معنى الحَرَج ، وأنّ مادونه من الضيق منفيّ عن الدين.
وقوله: (إيّانا عنى خاصّةً) أي المقصود ۲ بهذا الخطاب أهل البيت دون غيرهم، ولم يدخل في هذا القصد غيرهم بالذات.
وقوله: (اللّه تعالى سمّانا) أي ضمير الفاعل في « سمّاكم » راجع إلى اللّه ، وهو الذي سمّانا مسلمين عند ذكرنا في الكتب الماضية وفي هذا القرآن، فرسول اللّه صلى الله عليه و آله هو الشهيد علينا بالتبليغ عن اللّه ، ونحن الشهداء على الناس بالتبيين والتعليم.
قوله: (إنّ اللّه تعالى طهّرنا وعصمنا) أي طهّرنا عن خبث البواطن ودَنَس العصيان، وعصمنا عن مخالفة الكتاب والميلِ عن الحقّ إلى الضلال والطغيان،

1.الحج (۲۲): ۷۷.

2.في «خ»: «المقصودون».

  • نام منبع :
    الحاشية علي اصول الكافي (النائيني)
    المساعدون :
    النائینی، رفیع الدین محمد بن حیدر
    المجلدات :
    1
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الاولي
عدد المشاهدين : 100535
الصفحه من 672
طباعه  ارسل الي