المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 70

وتتمثّل قرائن العلّامة الطباطبائي ، في وقوع آية المباهلة في سورة آل عمران ، حيث يرى أنّها نزلت مرّة واحدة في أواسط سنوات الهجرة ، أي بعد غزوة اُحد وقبل الاستقرار التامّ للحكم في المدينة . ۱
كما يرى العلّامة الطباطبائي استناداً إلى قول بعض المفسّرين ، أنّ الآية «قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا . . .»۲ نزلت في نصارى نجران ، وبما أنّ هذه الآية تطالعنا في بعض الرسائل التي أرسلها النبي صلى الله عليه و آله إلى زعماء البلدان ، فلا بدّ أن تكون هذه الآية قد نزلت في السنة السادسة ، أو قبلها .
وقد استبعد العلّامة في الختام ، أن يكون النبيّ صلى الله عليه و آله قد بعث الكتب إلى زعماء بلدان بعيدة مثل بلاد الروم ومصر وإيران ، ثم يغضّ الطرف عن النجرانيّين الذين هم في جواره . ۳

نقد رأي العلّامة الطباطبائي

إنّ دليل العلّامة على نزول سورة آل عمران في السنوات الوسطى من الهجرة ، هو تحليل واستنباط وليس وثيقة تاريخية ، فقد استنتج من الدعوة إلى الصبر والثبات في الحرب ، وعدم الاستقرار الكامل للحكم في المدينة ، في حين أنّنا نشهد في السنتين الثامنة والتاسعة أيضاً معركة مؤتة وغزوة تبوك بسب التهديدات الخارجية ، حيث كان المسلمون بحاجة إلى الثبات .
كما أنّ القرينة الثانية تقوم على أن نؤيّد نزول الآية : «قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا...» كان بشكل متزامن مع آية المباهلة سواء على أساس نزول سورة

1.الميزان في تفسير القرآن : ج ۳ ص ۲ .

2.آل عمران : ۶۴ .

3.الميزان في تفسير القرآن : ج ۳ ص ۲۹۴ .

الصفحه من 110