المباهلة (تفصیلی) - الصفحه 71

آل عمران كلّها دفعة واحدة أو النزول التدريجي للآيات الثمانين والنيّف الاُولى ، على أساس ما ذكره بعض المفسّرين ، وأن نعتبر هذا التزامن قطعيّاً إلى درجة أنّه يلغي الوثائق التاريخية المعارضة؛ في حين أنّ الأمر ليس كذلك .
جدير ذكره أنّ بالإمكان أن نقول بتعدّد نزول الآية «تعالوا» مرة في السنة السادسة واُخرى خلال حادثة النجرانيّين ، أو اعتبار الآية «قُلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا . . .» نازلة في بداية الهجرة وأنّ المراد منها اليهود . ۱
كما يمكننا أن نجيب على استبعاد العلّامة بالقول إنّ رسائل النبي كانت موجّهة إلى ملوك البلدان القويّة والمؤثّرة في العالم آنذاك ، حيث كانت هذه المبادرة نوعاً من السلوك السياسي وفتح الساحة العالمية والعامّة لعرض رسالة الإسلام . ولذلك لم تكن هناك حاجة إلى بعث الرسائل إلى أقلية دينية داخل الجزيرة العربية باسم نصارى نجران ، وفضلاً عن ذلك ، فإنّ إرسال رسائل ذات لهجة حادّة وصارمة إلى ملوك بلاد الروم ومصر والحبشة والذين كانوا يدعمون النجرانيّين بشكل ما ، كان نذيراً لهم بما يكفي .

ب ـ السنة التاسعة للهجرة

يرى المؤرّخ والمفسر الشهير ابن كثير أنّ دخول النجرانيّين المدينة كان في السنة التاسعة من الهجرة ، وهذا ما ينسجم مع شهرة هذه السنة باسم «عام الوفود» ۲ . ويتّفق الحلبيّ والشنقيطيّ مع ابن كثير في هذه النقطة ۳ ، رغم أنّ وصول الوفود كان مستمرّاً حتى محرم من السنة الحادية عشرة أيضاً . ومما يجدر ذكره أنّنا لا نمتلك

1.السيرة الحلبية : ج ۳ ص ۲۴۴ .

2.البداية والنهاية : ج ۴ ص ۲۲۰ .

3.السيرة الحلبية : ج ۳ ص ۲۴۴ ، أضواء البيان : ج ۴ ص ۳۴۱ .

الصفحه من 110