الأمة (تفصیلی) - الصفحه 41

۴۳۸۶.الإمام الباقر عليه السلامـ مِن رِسالَتِهِ إلى سَعدِ الخَيرِ ـ :وكُلُّ اُمَّةٍ قَد رَفَعَ اللّهُ عَنهُم عِلمَ الكِتابِ حينَ نَبَذوهُ ، و وَلّاهُم عَدُوَّهُم حينَ تَوَلَّوهُ ، وكانَ مِن نَبذِهِمُ الكِتَابَ أن أقاموا حُروفَهُ وحَرَّفوا حُدودَهُ ، فَهُم يَروُونَهُ ولا يَرعَونَهُ ، وَالجُهّالُ يُعجِبُهُم حِفظُهُم لِلرِّوايَةِ ، وَالعُلَماءُ يَحزُنُهُم تَركُهُم لِلرِّعايَةِ ، وكانَ مِن نَبذِهِمُ الكِتابَ أن وَلَّوهُ الَّذينَ لا يَعلَمونَ ، فَأَورَدوهُمُ الهَوى ، وَأصدَروهُم إلَى الرَّدى ، وغَيَّروا عُرَى الدّينِ ، ثُمَّ وَرَّثوهُ فِي السَّفَهِ وَالصِّبا ۱ .
فَالاُمَّةُ يَصدُرونَ عَن أمرِ النّاسِ بَعدَ أمرِ اللّهِ تَبارَكَ وتَعالَى وعَلَيهِ يَرِدونَ ، فَبِئسَ لِلظّالِمينَ بَدَلاً ؛ وَلايَةُ النّاسِ بَعدَ وَلايَةِ اللّهِ ، وثَوابُ النّاسِ بَعدَ ثَوابِ اللّهِ ، ورِضَا النّاسِ بَعدَ رِضَا اللّهِ ! فَأَصبَحَتِ الاُمَّةُ كَذلِكَ ـ وفيهِمُ المُجتَهِدونَ فِي العِبادَةِ ـ عَلى تِلكَ الضَّلالَةِ ، مُعجَبونَ مَفتونونَ ، فَعِبادَتُهُم فِتنَةٌ لَهُم ولِمَنِ اقتَدى بِهِم ، وقَد كانَ فِي الرُّسُلِ ذِكرى لِلعابِدينَ . ۲

۴۳۸۷.الإمام الصادق عليه السلام :إنَّ اللّهَ لا يَستَحيي أن يُعَذِّبَ اُمَّةً دانَت بِإِمامٍ لَيسَ مِنَ اللّهِ ، وإن كانَت في أعمالِها بَرَّةً تَقِيَّةً. ۳

4 / 2

سوءُ الظَّنِّ بِالأَنبِياءِ وَالشَّكُّ فِي البَراهينِ الواضِحَةِ

«أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَؤُاْ الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَ عَادٍ وَ ثَمُودَ وَ الَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَرَدُّواْ أَيْدِيَهُمْ فِى أَفْوَاهِهِمْ وَ قَالُواْ إِنَّا كَفَرْنَا بِمَا اُرْسِلْتُم بِهِ وَ إِنَّا لَفِى شَكٍّ مِّمَّا تَدْعُونَنَا إِلَيْهِ مُرِيبٍ * قَالَتْ رُسُلُهُمْ أَفِى اللَّهِ شَكٌّ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى قَالُواْ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا بَشَرٌ مِّثْلُنَا تُرِيدُونَ أَن

1.قال المجلسي قدس سره : قوله عليه السلام : «ثمّ ورّثوه» أي جعلوه ميراثا يرثه كلُّ سفيه جاهل ، أو صبيّ غير عاقل (مرآة العقول : ج ۲۵ ص ۱۱۶) .

2.الكافي : ج ۸ ص ۵۳ ح ۱۶ ، بحار الأنوار : ج ۷۸ ص ۳۵۹ ح ۲ .

3.الكافي : ج ۱ ص ۳۷۶ ح ۵ ، الغيبة للنعماني : ص ۱۳۳ ح ۱۵ كلاهما عن عبد اللّه بن سنان ، بحار الأنوار : ج۶۸ ص ۱۱۳ ح ۲۷ .

الصفحه من 171