تلك المعاني الغالية بقوالب ألّفها الخاصّة و العامّة و القريب و البعيد حتّى صار مفخرة الجميع. فجدير بالإعجاب و الإكبار ما أسداه العلّامة الأمينيّ في هذا الكتاب من خدمات للإسلام.
عرفت مؤلّف الغدير قبل أن أكتب له «مسند الأمين» ۱ في ما قبل، قبل نيّف و عشرين سنة و قبل نشر مؤلَّفه «شهداء الفضيلة» الذي باكورة أعماله الجليلة؛ و لعمري لقد كان نتاجا حيّا دلّ على ذهنه الوقّاد و فكره الثاقب و همّته القعساء. عرفته باحثا متتبّعا متضلّعا مجاهدا طموحا إلى التأليف و البحث و التنقيب في المواضيع المفيدة اللّازمة في بناء الإسلام. عرفته رجلاً لميقصر ذهنه على العلمين المهمّين (الفقه و الأصول) و إن كانا أساس كلّ شيء و منبعه العذب. عرفت ذلك و لمأك مترقّبا أو ظانّا أنّ هذا الرجل الجليل يطرق قبل هذا الموضوع العظيم و يبزّ أقرانه و يفوق كلّ من كتب فيه. فها أنا أهنّيه و أرجو له النجاح الباهر في جميع أعماله.
نشر الجزء الأوّل من كتاب الغدير في الأسواق في سنة 1364 و سرت أثره سائر الأجزاء بتلك الحلّة الجميلة؛ فقرّظه الملوك و الأمراء و العلماء و الأدباء و الفلاسفة و الشعراء. فوددت أن أكون ممّن يقوم ببعض هذا الواجب إزاء هذا المؤلِّف المجاهد و المؤلَّف المفيد؛ لكنيّ خفت على نفسي من الغرق في تيّار أمواج هذا البحر المتلاطم الذي سمّي تواضعا من موّلفه بالغدير.
فصرت أقدّم رجلاً و أؤخّر أخرى و لمتزل الأجزاء تنجّز و يتفضّل بها على مؤلّفها دامت بركاته فتقوى عندي الفكرتان. و أخيرا وجّه إليّ عتاب أحد السادة المحترمين؛ فلمأزد في جوابه على قولي: «إنيّ قاصر عن تقريظ مثل هذا السفر الثمين و الثناء عليه؛ بل هو أجلّ و أعظم من أن يقرّظ و يثنى عليه و ما لي إلّا الدعاء لمؤلّفه بطول العمر و حسن الختام. فأسأل اللّه تعالى بخلوص الدعوة أن يضيف ما بقي من عمري على عمره الشريف حتّى يستوفي تمام المراد.» وفّقنا اللّه جميعا لتأييد الحقّ و الأخذ به. حرّره المسيء، المسمّى بمحسن و المدعوّ بآقا بزرگ الطهرانيّ، نزيل النجف الأشرف، في ثاني شهر الصيام 1371ه .
1.اجازهاى است كه مرحوم آقا بزرگ براى علّامه امينى، نگاشته است: إجازة مبسوطة كتبتها حدود ۱۳۵۰ للعلّامة الأمينيّ التبريزيّ قبل تأليفه «شهداء الفضيلة». (الذريعه ۲۱ / ۲۶) نيز بنگريد به: الذريعه ۱۴ / ۲۵۹.