تطور اللغه و تأثيره على فهم الحديث - صفحه 48

على اللغة السائدة في ذلك المجتمع و بهذا ستكون اللغة مرآة لما يدور في المجتمع من النواحي المختلفة؛ ثقافية و اقتصادية و سياسية و عسكرية و غيرها.
و لهذا نجد أن لكل فترة و حقبة زمنية أدبها الخاص، فهي تستعمل ألفاظاً دون أخرى و تراكيب معينة دون نظائرها و هذا من أهم السبل للتعرف على عمر النصوص الواصلة بأيدينا و أنها من نتاج العصر الجاهلي أم الإسلامي و هل أنه من بقايا التراث الأدبي في العصر النبوي أم عصر الدولة الأموية أم العباسية و هكذا.»

نماذج من تطور اللغه

لمزيد الإيضاح نذكر بعض الأمثلة البارزة في حياتنا الاجتماعية و مدى تأثيرها على اللغة، فمن ذلك أننا نستعمل اليوم ألفاظاً من قبيل «السيارة، القطار، الطائرة، الكومبيوتر، الهات و...» و من الواضح أن هذه الألفاظ امّا جديدة و مستحدثة و امّا مستخدمة في اللغة بمعنى معين ثم طرأ التغيير على معناها شيئاً فشيئاً حتى صارت بالمعنى الفعلي و ذلك أن معانيها المعاصرة لم تكن سابقاً دون شك، فمن الأول «الكومبيوتر» فإنه لفظ جديد، لا أثر له في اللغة العربية قبل اختراع هذا الجهاز في القرن العشرين. و من الثاني«السيارة، القطار، الطائرة، الهاتف» فإنها ألفاظ عربية مستعملة في اللغة من الزمان القديم إلاّ أنه طرأ عليها التغيير في معناها بتغير الحياة، فنجد استعمال السيارة في القرآن الكريم في قوله تعالى:
«وَ جاءَتْ سَيّارَةٌ فارْسَلُوا وارِدَهُمْ فادْلى‏ دَلْوَهُ قالَ يا بُشْرى‏ هذا غُلامٌ وَ أَسَرُّوهُ بِضاعَةً وَ اللهُ عَليمٌ بِما يَعْمَلُونَ.»۱

کما استعمل في عدد من الروايات الشريفة نظير الرواية التالية:

في الکافي الشريف: «عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ وَ عِدَّةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ جَمِيعاً عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِيسَى عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله(عليه السلام) أَنَّهُ قَالَ يَا لَيْتَنَا سَيَّارَةٌ مِثْلُ آلِ يَعْقُوبَ حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ بَيْنَنَا وَ بَيْنَ خَلْقِهِ.»۲
كما جاء استعمال لفظ «القطار» في أحاديث عديدة منها:
في الكافي الشريف: «عَنْهُ عَنْ أَبيهِ عَمَّنْ ذَكَرَهُ عَنْ أَبي عَبْدِ اللهِ(عليه السلام) قالَ نَهَى رَسُولُ اللهِ أَنْ يُتَخَطَّى الْقِطارُ. قيلَ: يا رَسُولَ اللهِ وَ لِمَ ؟ قالَ: إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ قِطارٍ إِلاّ وَ ما بَيْنَ الْبَعيرِ إِلَى الْبَعيرِ شَيْطانٌ.»
۳؛۴

1.(سوره يوسف، آيه ۱۹.)

2.(الكافي، ج ۸، ص۱۶۵، ح۱۷۹.)

3.(الكافي، ج۶، ص۵۴۳، ح۶.)

4.(من لا يحضره الفقيه، ج۲، ص۲۹۱، ح۲۴۸۷.)

صفحه از 63