الروضات (شرح زيارت رجبيه) - صفحه 560

نحن المحلّلون لحلاله ، و المحرّمون لحرامه . ۱
و في قول أبي جعفر عليه السلام : إنّ اللّه تعالى لم يزل فردا متفرّدا في الوحدانيّة ، ثمّ خلق محمّدا و عليّا و فاطمة ، فمكثوا ألف دهر ، ثمّ خلق الأشياء ، و أشهدهم خلقها ، و أجرى عليها طاعتهم ، و جعل فيها ما شاء ، و فوّض أمر الأشياء إليهم في الحكم و التصرّف و الإرشاد و الأمر و النهي في الخلق ؛ لأنّهم الولاة ، فلهم الأمر و الولاية و الهداية ، فهم أبوابه و نوّابه و حجّابه ، يحلّلون ما شاء ، و يحرّمون ما شاء . ۲
إلى غير ذلك من الأخبار .
و يكفي في ردّ ظواهرها أنّ التفويض منافٍ للتوحيد ، و دالّ على استقلال العبد ، و لو جاز عدم اللّه تعالى ، و على العزلة ، و الانقطاع ، مع ما ورد أيضا في نفيه ، كما في رواية أبي عبد اللّه عليه السلام : لا و اللّه ، ما فوّض إلى أحد من خلقه ، لا إلى رسول اللّه صلى الله عليه و آله و لا إلى الأئمّة عليهم السلام ، فقال : «إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ لِتَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسَ بِمَا أَرَاكَ اللّهُ» » . ۳
و في قول الإمام عليه السلام حيث قال : لا جبر و لا تفويض ، بل أمر بين الأمرين ، من زعم أنّ اللّه فوّض أمر الخلق و الرزق إلى حججه عليهم السلام فقد قال بالتفويض ، و القائل بالجبر كافر ، و القائل بالتفويض مشرك . ۴
و في قول الرضا عليه السلام حيث قال للياسر : ۵ إنّ اللّه تبارك و تعالى فوّض إلى نبيّه صلى الله عليه و آله أمر دينه ، فقال : «وَ مَا آتيكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَ مَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» ، ۶ فأمّا الخلق و الرزق فلا ، إنّ اللّه عز و جلخالق كلّ شيء ، و هو يقول : «هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكُمْ مِنْ شَيْءٍ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالى عَمَّا يُشْرِكُونَ» . ۷
إلى غير ذلك .

1.سورة الحشر ، الآية ۷.

2.كشف الغمّة ، ج ۱ ، ص ۲۹۱ ؛ كشف اليقين ، ص ۲۵۵.

3.بحار الأنوار ، ج ۲۵ ، ص ۳۳۹ ، ح ۲۱.

4.كذا. و أمّا الحديث ورد في الكافي ، ج ۱ ، ص ۲۶۷ ، ح ۸ ، و فيه : «إلّا إلى» بدل «لا إلى» في الموضعين.

5.الاحتجاج ، ج ۲ ، ص ۴۱۴ و ۴۵۱.

6.كذا في مصادر الخبر. و في الأصل : قال له الياسر.

7.عيون الأخبار ، ج ۲ ، ص ۲۰۲ ، ح ۳ ؛ بحار الأنوار ، ج ۲۵ ، ص ۳۲۸ ، ح ۱.

صفحه از 580