الدلائل البرهانية في تصحيح الحَضرة الغروية - صفحه 384

المذكور ، يوم الثلاثاء خامس عشر شهر ربيع الآخر ، سنة ثمانٍ وثمانين وستّمائة .
69 . وفي سنة سبعٍ وثمانين وخمسمائة كانت نوبتي ۱ أنا وشيخٌ يُقال له صباح بن حوبا ، فمضى إلى داره وبقيتُ وحدي ، وعندي رَجُلٌ يُقال له أبو الغنائم بن كدونا ، وقد أغلقتُ الحَضرة الشريفة صلوات اللّه على صاحبها ، وَقَع في مسامعي صوتُ أحد أبواب القُبّة ، فارتعتُ لذلك ، وقمتُ وفتحتُ الباب الأوّل ، ودخلتُ إلى باب الوداع ، فلمستُ الأقفال ، فَوَجدتُها على ما هي ، والأغلاقُ ۲ كما هي ، ومشيتُ على الأبواب أجمع ، فوجدتها بحالها ، وكنتُ أقول : واللّه لو وجدتُ أحدا للزمته .
فلمّا رجعتُ طالعا ، ووصلتُ إلى الشبّاك الشريف ، وإذا برجلٍ على ظَهْر ۳ الضريح ، اُحقّقه في ضوء القناديل ، فحين رأيته أخذتني القَعْقعَة والرَّعدة العظيمة ، وربا ۴ في فمي إلى أنْ صعد إلى سقف حَلقي ، فَلزِمْتُ بكلتا يديّ عمود الشبّاك ، وألصقتُ منكبي الأيمن في ركنه ، وغاب وجدي عنّي ساعةً ، وإذا همهمة الرجل ومشيته على فرش الصحن بالقبّة ، وتحريك الختمة ۵ الشريفة بالزاوية من القبّة ، وبعد ساعة رَدَّ روعي ، وسَكَن قلبي ، فنظرتُ فلم أره ، فرجعتُ حتّى أطّلع ، فوجدتُ الباب المقابل باب الحضرة قد فُتِح منه مقدار شبرٍ ، فرجعتُ إلى باب الوداع ، وفتحتُ الأقفال والأغلاق ، ودخلتُ وأغلقته من داخلٍ .
هذا ما رأيته وشاهدته .
70 . قصّة اُخرى : وقال أيضا :
إنّ رجلاً يُقال له أبو جعفر الكُناسيّ ۶ ، سأله رجلٌ أنْ يدفع إليه بضاعة ، فلمّا ألحَّ عليه أخرج ستّين دينارا ، وقال له : أشهد لي أمير المؤمنين عليه السلام بذلك ، فأشهد عليه بالقبض والتسليم ، ففعل ذلك .

1.أي المصحف.

2.يقصد تناوب الخدم في خدمة العتبة المقدّسة وزوّارها ، وغلق أبوابها وفتحها في الأوقات المعيّنة.

3.أي الأقفال.

4.إنّ للجهات الأربع لأضرحة الأئمّة المعصومين عليهم السلام أسماء ، فجهة الشمال تُسمّى الظهر لأنّها مواجهة لظهر الإمام ، و جهة الجنوب تُسمّى المواجهة ، و جهة الشرق الرجل ، و جهة الغرب تُسمّى جهة الرأس أو فوق الرأس.

5.ربا : أي ارتفع وعلا .

6.وفي بعض النسخ : «الكتاتيبي». ولعلّ «الكناسي» أصحّ ؛ نسبةً إلى كُناسة الكوفة.

صفحه از 388