وأمير المؤمنين عليه السلام والأئمّة صلوات اللّه عليهم ، فقالوا : أنت ربّنا، فحمّلهم العلم والدين ، ثمّ قال للملائكة : هؤلاء حملة ديني وعلمي وأُمنائي في خلقي، وهم المسؤولون ، ثمّ قال لبني آدم : أقرّوا للّه بالربوبية ولهؤلاء النفر بالولاية والطاعة ، فقالوا : نعم ربّنا أقررنا ، فقال اللّه للملائكة : اشهدوا ، فقالت الملائكة: شهدنا على أن لا يقولوا غدا : إنّا كنّا عن هذا غافلين، أو يقولوا: إنّما أشرك آباؤنا من قبل وكنّا ذرّية من بعدهم، أفتهلكنا بما فعل المبطلون؟ يا داوود، ولايتنا مؤكّدة عليهم في الميثاق 1 .
وقد أثبت كثير من أرباب الرواية وأصحاب الحديث هذا التفسير عن الإمام عليه السلام 2 .
سورة الرعد
قال تعالى : «قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَا بَيْنِى وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَـبِ»۳ .
نقل الكليني في بابٍ نادر فيه ذكر الغيب، رواية طويلة عن الإمام الصادق عليه السلام ، بسندٍ عن سدير، نقتطع منها ما يعطي تفسيرا للآية وينسجم والإيجاز الذي ننشده ، روى عن سدير، عن الإمام الصادق عليه السلام ، قال : «يا سدير، فهل وجدت فيما قرأت من كتاب اللّه عزّ وجلّ أيضا :«قُلْ كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدَا بَيْنِى وَ بَيْنَكُمْ وَ مَنْ عِندَهُ عِلْمُ الْكِتَـبِ»؟ قال : قلت: قد قرأته جُعلت فداك ، قال : أفمن عنده علم الكتاب كلّه أفهم، أم مَن عنده علم الكتاب بعضه ؟۴
قلت : لا، بل من عنده علم الكتاب كلّه . قال : فأومأ بيده إلى صدره وقال : علم الكتاب واللّه كلّه عندنا ، علم الكتاب واللّه كلّه عندنا» ۵ .
ومعنى علم الكتاب في الآية الكريمة هو القرآن أو اللوح المحفوظ ۶ .
1.أُصول الكافي : ج ۱ ص ۱۳۳.
2.انظر : التوحيد للشيخ الصدوق : ص ۳۱۹ ، ومختصر بصائر الدرجات للحلبي : ص ۱۵۹.
3.الرعد : ۴۳.
4.في إشارة إلى قوله تعالى: «قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ» النمل : ۴۰.
5.أُصول الكافي : ج ۱ ص ۲۵۷.
6.شرح أُصول الكافي : ج ۵ ص ۳۱۵.