شرح زيارة الحسين عليه ‏السلام - صفحه 400

والاعتناء والاطمئنان الحاصل من قول الكليني وأمثاله ـ رضي اللّه عنهم ورضوا عنه ـ فوق الاعتماد والاطمئنان من كلّ أحد دونهم وإن كان ثقة وعدلاً ، ومَن أنكر ذلك فأقول له وأطلب منه أن يعرِّفني مَن كان أوثق وأعدل وأبصر وأعلم من الكليني وأمثاله من بين الرواة ، ولعمري لا يقدر على الإتيان بمثلهم رضوان اللّه عليهم ، فضلاً عن الإتيان بالأوثق والأعدل والأبصر والأعلم منهم .

فمَن يكُ ذا فهمٍ يشاهد ما قلناوإن لم يكن فهم فلا يعارض ما قلنا
وكفانا فيما قلنا عدم قدرة المعارض على الإتيان بمثلهم رضوان اللّه عليهم ، فإن لم يغنه قولهم وضمانتهم صحّة صدورها عن المعصومين عليهم السلام فلم تغن الآيات والنذر عن قومٍ لا يؤمنون .
بالجملة ، مَثَل اُولئك السابقين مَثَل الماء ، ومثل من دونهم مثل التراب إن كانوا ثقاتٍ ، وأين الماء من التراب؟ فمن وجد الماء استغنى به عن البدل عنه الذي هو التراب ، ومَن تيمّم بالتراب مع وجود الماء فقد ظهر حاله ، ومن دعا إلى التراب بعد وجود الماء فهو أظهر حالاً من الأوّل .
بالجملة ، فلنشرع في ذكر فقرات الزيارة الشريفة من أوّلها إلى آخرها بعون اللّه تعالى :
(فقال له : جُعلت فداك ، إنّي أحضُرُ مجلسَ هؤلاء القوم ـ يعني وُلدَ العبّاس ـ فما أقول؟فقال عليه السلام : «إذا حضرتَ فذكرتَنا فقل : اللهمَّ أرِنَا الرَّخاءَ والسرورَ ، فإنّك تأتي على ما تُريد») .
أقول ـ وباللّه التوفيق في المأمول بوساطة آل الرسول صلى الله عليه و آله ـ : إنّ منتهى آمال أهل الحقّ ظهور الحقّ في العالم وسلطانه على الباطل وأهله ، وفي ذلك الرخاءُ والسرور لأهل الحقّ ، فإذا حضر مجلس أهل الباطل ينبغي له أن يتذكّر الحقّ وأهله ، ويسأل اللّه تعالى أن يحقّ الحقّ بإظهاره تعالى وتسليط أهله على أهل الباطل وإهلاكهم ومحو آثارهم بأيدي أهل الحقّ ، فإذا سأل المؤمن من اللّه سبحانه ودعاه بأن يريه الرخاء والسرور ، يأتي على ما يريد ولا يريد المؤمن إلّا هلاك أهل الباطل ورخاءه وسروره فيه ، فينبغي

صفحه از 455