بيان، غير أنّ بعض ضعفاء الشيعة اغترّوا به الآن و اعتمدوا على كلامه، مع أنّه قد صرّح في كتابه إحياء العلوم ـ الذي هو إحياء الجهالات ۱ ـ في مواضع بإباحة الغناء و غيره ۲ ممّا هو خلاف المعلوم ضرورة من مذاهب الأئمّة عليهم السلام ، و تكرّر منه في الكتاب المذكور و غيره: «قالت الروافض (خذلهم اللّه )». و قد ذكر فيه أنّه حصل له غاية الكشف بعد المجاهدات و الرياضات، فانكشف له فضل أبي بكر على عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام بمراتب، و قد صرّح بعدم جواز سبّ يزيد (لعنهما اللّه ) ۳ و لو كان قاتلا للحسين عليه السلام ؛ لأنّ غايته أنّه فعل كبيرة و هو لا يجيز سبّه. ۴ فانظر إلى جرأته على خلاف رسول اللّه صلى الله عليه و آله في الحديث الذي شاع و ذاع بين العامّة و الخاصّة، و أوردوه في الكتب المعتمدة: أنّ أبا سفيان ركب بعيرا و كان معاوية يقوده و يزيد يسوقه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لعن اللّه [القائد ]و السائق و الراكب». ۵ و قد عرفت الحديث السابق عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «من تأثّم أن يلعن من لعنه اللّه فعليه لعنة اللّه »، ۶ و قد ظهر أنّه تعالى لعن يزيد لقوله تعالى: «وَ ما يَنْطِقُ عَنِ الْهَوى. إِنْ هُوَ إِلّا وَحْيٌ يُوحى» . ۷ فلاحظ هذه الآية و ركّب شكلا من مقدّمتين لتظهر لك النتيجة.
و ما يظنّ من احتمال كون اللعن قبل إظهار الإسلام يردّه:
أوّلا: أنّه غير معلوم بل الظاهر عدمه؛ و ذلك أنّ الحسن عليه السلام و غيره من
1.اُنظر الغدير، ج ۱۱، ص ۱۶۱ ـ ۱۶۷.
2.إحياء علوم الدين، ج ۲، ص ۲۹۴ ـ ۳۰۰. قال العلّامة الأمينى(قدس اللّه تربته) فى الغدير، ج ۱۱، ص ۱۶۵: «... ومن أمعن النظر في أبحاث هذا الكتاب يجده أشنع مما قاله ابن الجوزي، وحسبك ما جاء به من حلية الغناء والملاهي وسماع صوت المغنية الأجنبية والرقص واللعب بالدرق والحراب ، ونسبة كل ذلك إلى نبي القداسة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ... وفصّل القول فى ذلك بمالا طائل تحته، وخلط الحابل بالنابل، وجمع فيه بين الفقه المزّيفِ وبين السلوك بلا فقاهة».
3.هكذا في المخطوطة.
4.إحياء علوم الدين، ج ۳، ص ۱۳۴، وانظر الغدير، ج ۱۱، ص ۱۶۵ ـ ۱۶۶.
5.اُنظر مصادره فى الغدير، ج ۱۰، ص ۱۳۹، ۱۶۹. وفى بعض المصادر: «عتبة» بدل «يزيد».
6.بحارالأنوار، ج ۲۵، ص ۳۱۹ عن رجال الكشّى، وفيه: «مَنْ يأجم».
7.النجم (۵۳): ۳ ـ ۴.