احتاج إليهم، فإذا احتاج إليهم أدخلوه في باب ضلالتهم و هو لا يعلم. 1
أقول: هذا صريح فيما قلناه، و العيان شاهد بصحّة مضمونه؛ فإنّ كلّ من سلك طريقتهم دخل في ضلالتهم؛ فإنّهم بالغوا في تدقيق الأفكار و تحقيق الظنون حتّى كأنّهم أشرفوا على القطع و اليقين، مع ظهور حال أصولهم فكيف بفروعهم.
و بإسناده عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال: «أما و اللّه إنّه شرّ عليكم أن تقولوا بشيء ما لم تسمعوه منّا». 2
و بإسناده عنه عليه السلام قال: «الناس ثلاثة: عالم و متعلّم و غثاء، فنحن العلماء و شيعتنا المتعلّمون و سائر الناس غثاء». 3
و بإسناده عن أبي جعفر عليه السلام : أنّ عثمان الأعمى قال له:
إنّ الحسن البصري يزعم أنّ الذين يكتمون العلم تؤذي ريح بطونهم أهل النار. فقال أبو جعفر عليه السلام : «هلك إذن مؤمن آل فرعون، ما زال العلم مكتوما منذ بعث اللّه نوحا عليه السلام ، فليذهب الحسن يمينا و شمالا فو اللّه ما يوجد العلم إلّا هاهنا». 4
و بإسناده عن الجعفري عن أبي الحسن عليه السلام أنّه قال له ـ و قد جلس عند قاض ـ: «إنّه يقول في اللّه قولا عظيما ]يصف اللّه و لا يوصف [إمّا جلست معه و تركتنا، و إمّا جلست معنا و تركته، الحديث». 5
و بإسناده الصحيح عن عمر بن يزيد عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:
لا تصحبوا أهل البدع و لا تجالسوهم فتصيروا عند الناس كواحد منهم، قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «المرء على دين خليله و قرينه». 6
و بإسناده الصحيح عن داود بن سرحان عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إذا رأيتم أهل البدع من أمّتي فأظهروا البراءة منهم، و أكثروا من
1.الكافي، ج ۱، ص ۵۱، باب النوادر، ح ۱۵.
2.الكافي، ج ۱، ص ۳۳، باب صفة العلم وفضله وفضل العلماء، ح ۶.
3.الكافي، ج ۲، ص ۴۰۲، باب الضلال، ح ۱.
4.الكافي، ج ۱، ص ۳۴، باب أصناف الناس، ح ۴.
5.الكافي، ج ۲، ص ۳۷۵، باب مجالسة أهل المعاصى، ح ۲.
6.الكافي، ج ۲، ص ۶۴۲، باب من تكره مجالسته ومرافقته، ح ۱۰.