شرح حديث "رجِّع بالقرآن صوتك..." - صفحه 330

بأس بذكر بعض ما ورد في ذلك و ما يناسبه ممّا له مدخل في المقصود:
روى الكليني بإسناده قال، قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «إذا ظهرت البدع في أمّتي فليظهر العالم علمه، فمن لم يفعل فعليه لعنة اللّه ». ۱
أقول: في هذا دلالة على وجوب الردّ على أهل البدع و إبطال شبهتهم و إن كان لا يرجى منهم الرجوع عنها، بل لئلّا يتّبعهم ضعفاء المؤمنين. و فيه دلالة على وجوب مجانبة أهل البدع، و لا ريب أنّ العامّة منهم.
و بإسناده قال، قال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «من أتى ذا بدعة فعظّمه فإنّما يسعى في هدم الإسلام». ۲
أقول: لا ريب أنّ المخالفين من أعداء أهل البيت عليهم السلام من أهل البدع، و أنّهم رؤساؤهم، و أنّ حسن الظنّ بهم و تلقّي كلامهم بالقبول يستلزم تعظيمهم، فيستلزم هدم الإسلام عمّن فعل ذلك و عمّن تبعه.
و بإسناده عن أبي جعفر و أبي عبد اللّه عليهما السّلام قالا: «كلّ بدعة ضلالة، و كلّ ضلالة سبيلها إلى النار». ۳ و بإسناده الصحيح عن رسول اللّه مثله. ۴
أقول: هذا صريح في الدلالة على المقصود؛ إذ كلّ ما هو من مذهب أعداء أهل البيت عليهم السلام فهو بدعة، و فيه تحذير من محبّتهم و أخذ العلم منهم و من كتبهم؛ لأنّ أكثرها بدعة و إن زخرفوا ظاهرها، و ما كان منها موافقا لمذهب الأئمّة عليهم السلام فهو مستثنى بالنصّ عليه من جهتهم؛ على أنّه يجب أخذه من أهله لا من العامّة.
و بإسناده عن يونس بن عبد الرحمن قال:
قلت لأبي الحسن عليه السلام : بما أوحّد اللّه ؟ فقال: «يا يونس، لا تكوننّ مبتدعا، من نظر برأيه هلك، و من ترك أهل بيت نبيّه ضلّ، و من ترك كتاب اللّه و قول نبيّه كفر».۵

1.الكافي، ج ۱، ص ۵۴، باب البدَع والرأى والمقاييس، ح ۲.

2.الكافي، ج ۱، ص ۵۴، باب البدَع والرأى والمقاييس، ح ۳.

3.الكافي، ج ۱، ص ۵۶، باب البدَع والرأى والمقاييس، ح ۸ .

4.الكافي، ج ۱، ص ۵۶ ـ ۵۷، باب البدَع والرأى والمقاييس، ح ۱۲.

5.الكافي، ج ۱، ص ۵۶، باب البدَع والرأى والمقاييس، ح ۱۰.

صفحه از 348