شرح دعاء النبي صلى‏ الله‏ عليه‏ و‏ آله بعد الصلاة - صفحه 210

ونهى النفس عن الهوى» . ۱
وعنه عليه السلام في خبرٍ آخر : «لا يكون العبد مؤمنا حتّى يكون خائفا راجيا ، ولا يكون خائفا راجيا حتّى يكون عاملاً لما يخاف ويرجو» . ۲
أو سؤال المجموع ، وفيه كمال الانقطاع من حيث بيان أنّ العبد في عمله محتاج لمعونة ربّه ، فلا يتيسّر له عمل بدون معونته ؛ إذ لا يملك العبد نفعا ولا ضرّا ، وإنّما الأسباب والتأييدات والتوفيقات وتهيئة الطاعات منه تعالى .
ولقد أشار صلى الله عليه و آله وسلم بإضافة الخشية له تعالى من غير توسّط نار أو عذاب إلى نحو ما ورد عن نفسه عليه السلام حيث قال : «ما عبدتُك خوفا من نارك ، ولا طمعا في جنّتك بل وجدتك أهلاً للعبادة فعبدتُك» ۳ وهذه عبادة الأحرار ، والأُولى عبادة العبيد ، والثانية عبادة التجّار والأُجراء . ۴
فإن قيل : أليس قد رُوي في الكافي أنّ عليّا عليه السلام كتب كتابا في وقف وقفه فصّدره بقوله : «هذا ما وقفه عليّ بن أبي طالب ليولجني الجنّة ، ويخرجني من النار؟» ۵
قلنا : بلى ، ولكن لعلّ التوفيق بينهما حمل اللام هنا على معنى الغاية والثمرة ، دون العلّة الغائيّة ؛ أعني الأمر الباعث المحرِّك ، وفرق بينهما عند المحقّقين .
أو نقول : إنّ جنّة الأولياء قربهم ، ونارهم بُعدهم عن عزّ الحضور دون الجسمانيّين .
واعلم أنّ خشية اللّه تعالى والخوف منه وحده هي حدّ التوكّل واليقين ؛ ففي الكافي عن الصادق عليه السلام : ما حدّ التوكّل؟ قال : «اليقين» ، قلت : فما حدّ اليقين؟ قال : «أن لا يخاف

1.الكافي ، ج ۲ ، ص ۷۰ ، باب الخوف والرجاء ، ح ۱۰ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۲۱۹ ، ح ۲۰۳۲۱.

2.الكافي ، ج ۲ ، ص ۷۱ ، باب الخوف والرجاء ، ح ۱۱ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۵ ، ص ۲۱۷ ، ح ۲۰۳۱۵.

3.القواعد والفوائد للشهيد الأوّل ، ج ۱ ، ص ۷۶ ، الفائدة الثانية ؛ نضد القواعد الفقهيّة ، للمقداد السيوري ، ص ۱۷۱ ، رقم۱ ؛ عوالي اللئالي ، ج ۱ ، ص ۴۰۴ ، ح ۶۳ ؛ بحارالأنوار ، ج ۴۲ ، ص ۱۴ ، ح ۴.

4.نهج البلاغه ، عبده ، ج ۴ ، ص ۵۳ ، الحكم ۲۳۷ ؛ الكافي ، ج ۲ ، ص ۸۴ ، باب النيّة ، ح ۵ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ۹۱ ، المجلس العاشر ، ح ۵ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱ ، ص ۶۳ ، ج ۱۳۶.

5.الكافي ، ج ۷ ، ص ۴۹ ، باب صدقات النبي صلى الله عليه و آله ، ح ۶ ؛ التهذيب ، ج ۹ ، ص ۱۴۶ ، ح ۶۰۸ ؛ وسائل الشيعة ، ج ۱۹ ، ص ۱۹۹ ، ح ۲۴۴۲۶.

صفحه از 280